يظل الخيل العربي الأصيل أحد أهم مقتنيات البيت البدوى بمطروح تأصيلًا واعتزازا بتاريخه مع تأثيره فى الحياة البدوية بانتصاراتها والحفاظ على هويتها حتى اليوم.
الفروسية رمز النضال لأبناء مطروح
وتشتهر محافظة مطروح بفروسية أبنائها نظرا لطبيعتها الصحراوية وتاريخ نضال أبنائها فى معارك الدفاع عن الأرض والوطن، كمعركة وادى ماجد عام 1915 وهزيمة جيش الاحتلال الإنجليزى.
“صدى البلد” التقى أحد فرسان مطروح للتعرف على أنواع ومميزات الخيول، ودورها فى الانتصار على الإنجليز.
يقول مختار منصورإن الفروسية لا تعني فقط القدرة على ركوب الخيول والتنقل بها من مكان لآخر، ولكنها تشمل كذلك المهارة العالية والمتقنة في ركوب الخيل، وكذلك التحكم في الخيل بصورة متقنة.
ارتباط الخيل بأبناء البادية
وأضاف أن الخيل ارتبط ارتباطا وثيقا بأبناء البادية، حيث تم استخدامه خلال حرب ابناء مطروح ودفاعهم عن أراضيهم ضد الإنجليز فى معركة وادى ماجد عام 1915، بالإضافة إلى أنه كان وسيلة التنقل الأولى لأبناء الصحراء الغربية، لافتا إلى أنه لا يكاد بيت واحد يخلومن الخيول.
وأشار إلى أن ركوب الخيل له فضل كبير، ويكفى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، لافتا إلى أن ركوب الخيل من أهم المهارات التي تكسب الثقة بالنفس والجرأة والإقدام وتساعد على تصفية الذهن، وكذلك تساعد على تطوير مهارات مختلفة وعديدة عند الأفراد من قوة التحمل والذكاء والاجتماعية.
الخيل يعلم الكرم
وأوضح أن الخيول تعلم الشخص الكرم، وذلك أن الخيولتتسم بصفات تعلم الفرسان، مثل أنها لا تخذل قائدها سواء فى السباقات، وتبذل ما فى وسعها لإرضائه.
ونوه إلى أن الخيل رمز الجهاد، حيث قال الله سبحانه وتعالى: "وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، لافتا إلى أن سرجة الخيل لها هدف من شكلها وألوانها، خاصة فى مطروح.
وطالب بأن نحافظ على الخيل وسلالتها المميزة بمطروح والمنتمية إلى البرقية، مسترشدا بقول قطز فى رده على التتار فى رسالته: “وخيولنا برقية” نسبة إلى سلالتها المميزة، مؤكدا أن الفرسان نظرا لعدم وجود نادٍ أو جمعية تحافظ على الخيل يتحملون نفقات تربيتها على حسابهم الخاص.
كما طالب وزارة الزراعة بالتعاون مع فرسان مطروح وعمل جمعية للحفاظ على الخيول، مشيرا إلى انه نظرا لعدم تسجيل أنواع الخيول بمطروح، فإن سعرها يتراوح من 15 إلى 80 ألف جنيه فقط، فى الوقت الذى يتعدى سعرها20 مليونا فى البلاد الأخرى، رغم أن خيول مطروح لا تقل أهمية فى صفاتها.
وذكر أن العرب يعتبرون من أوائل الشعوب التي كانت تهتم بفن ركوب الخيل، وكذلك هم الأساس في نشأة السباقات المتنوعة وفي تقدير الجواد بأنواعها المختلفة والمتنوعة.