كان يمكن لحادث إطلاق النار في أحد أفرع سلسلة متاجر وولمارت الشهيرة في مدينة تشيسابيك بولاية فرجينيا الأمريكية أن يكون حادثًا روتينيًا يتكرر بشكل شبه يومي في الولايات المتحدة، لولا تفصيلة بسيطة.
ذلك أن منفذ الهجوم، الذي راح ضحيته 6 أشخاص من الموظفين بالمتجر، هو مديرهم الذي قام بإطلاق النار على نفسه أيضًا بعدما فرغ من جريمته.
وقالت الموظفة بفرع متجر وولمارت الذي وقع به الحادث بريانا تايلر، في حديث لقناة "إيه بي سي" الأمريكية إن مديرًا بالمتجر اقتحم غرفة استراحة وفتح النار على زملائه الموظفين، فقتل 6 منهم قبل أن يطلق النار على نفسه، دون أن ينطق بأي كلمة.
وأوضحت تايلر: "نظرت إلى الأعلى ورأيت مديري يفتح الباب ويفتح النار بعدها مباشرة. لم يقل كلمة واحدة. لم يقل أي شيء على الإطلاق".
وقال مارك سوليسكي رئيس شرطة مدينة تشيسابيك، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، إن المشتبه به أصاب أربعة أشخاص آخرين على الأقل باستخدام مسدس، وجرى نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات المنطقة. ولم يكشف عن الدافع المحتمل لإطلاق النار، لكنه قال إن المشتبه به توفي متأثرا بجراحه بعد إصابته بعيار ناري أطلقه على نفسه.
والأكثر غرابة هو ما ذكرته جيسي ويلشيفسكي، وهي موظفة بالمتجر نجت بأعجوبة من إطلاق النار، إذ قالت إنها اختبأت تحت طاولة ورأت المدير يصوب إليها سلاحه، لكنه لم يطلق النار وإنما طلب منها مغادرة المكان والعودة إلى منزلها.
ولا يُعد حادث إطلاق النار في متجر وولمارت سوى حلقة أخيرة -حتى الآن- من سلسلة حوادث إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة، والتي تقع بمعدل حادثين يوميًا وفقًا لموقع يختص برصد وتوثيق هذا النوع من الحوادث.
وتُعرف حوادث إطلاق النار الجماعية باعتبارها حوادث إطلاق النار التي تؤدي إلى مقتل أو إصابة 4 أشخاص على الأقل.
ولم يكن حادث الأمس هو الأول الذي يقع في أحد أفرع سلسلة متاجر وولمارت، ففي أغسطس 2019 قُتل 23 شخصًا في إطلاق نار جماعي داخل أحد أفرع وولمارت في مدينة إل باسو بولاية تكساس، وصُنف الحادث باعتباره إرهابًا محليًا استهدف بالأساس الجالية الأمريكية اللاتينية في الولايات المتحدة، وقُبض على منفذ الهجوم باتريك وود كروسيوس، البالغ من العمر 21 عامًا آنذاك، والذي نشر بيانًا حوى عبارات عنصرية معادية للمهاجرين قبل تنفيذ جريمته.
وفي مطلع نوفمبر الجاري، أصيب 14 شخصًا على الأقل في إطلاق نار في مدينة شيكاجو بولاية إلينوي الأمريكية.
وكان 6 أشخاص قد قُتلوا وأُصيب 20 آخرون في إطلاق نار وقع في 4 يوليو الماضي في ضاحية هايلاند بارك بالقرب من شيكاجو.
وفي 17 يونيو الماضي، قُتل شخص واحد على الأقل وأصيب اثنان، بعدما فتح مسلح النار داخل كنيسة أسقفية سان ستيفن في منطقة فيستافيا هيلز بولاية ألاباما الأمريكية، وقبلها في 2 يونيو، قُتل 4 أشخاص في إطلاق نار في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما الأمريكية.
وفي 24 مايو الماضي، قُتل 21 شخصًا بينهم 18 طفلًا إثر فتح مراهق مسلح النار داخل مدرسة بولاية تكساس الأمريكية.
وغداة حادثة تكساس، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الولايات المتحدة إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية الذي يتمتع بشعبية ونفوذ كبيرين في البلاد.
وتشهد الولايات المتحدة الكثير من حوادث إطلاق النار العشوائية، إذ تتساهل القوانين مع حمل الأسلحة والذخيرة، بما فيها الأسلحة الآلية، وتيسر شروط حيازتها، ويقاوم لوبي صناعة وتجارة الأسلحة النارية ذو النفوذ الواسع أي محاولة لتحجيم نشاطه أو تشديد شروط التجارة في الأسلحة وحيازتها.