EN
أثار مشهد زفة عروس محافظة الشرقية، لإثبات عذريتها، حالة من الجدل، والعديد من علامات الاستفهام، حيث تسبب في ألم نفسي للعديد من الأسر المصرية، لما وصل إليه الحال بسبب زواج القاصرات، الذي تلجأ إليه بعض الأسر المصرية، خاصة في الريف.
أب يطوف بابنته لإثبات عفتها
انتابت حالة من الاستياء مئات الأسر المصرية، بسبب واقعة عروس قرية المسلمية التابعة لمركز صان الحجر، بمحافظة الشرقية "منة - 16 عاما"، التي ظهرت فوق كتفي والدها يطوف بها في شوارع القرية بعد طلاقها في اليوم الثاني لزواجها.
وتزوجت عروس الشرقية، يوم الخميس الماضي، وبسبب خلافات بينها وبين زوجها طلقها في اليوم التالي، ما دفع والدها إلى التوجه بها للفحص الطبي، لإجراء الفحص عليها والتأكد من سلامة غشاء بكارتها، حيث كشف تقرير فحص العذرية، سلامة عذريتها وعدم تأثر بكارتها، ما دعا والدها لحملها على كتفيه والتجول بها في أنحاء القرية.
التحفظ على طرفى الواقعة
تلقى اللواء محمد صلاح، مدير أمن الشرقية، إخطارا بتداول مقطع فيديو لزفة أقامتها أسرة لابنتهم، بعد إثبات تقرير طبي بعذريتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وجرى التحفظ على طرفى الواقعة واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
بالفحص، تبين قيام أحد الأشخاص، مقيم بدائرة مركز شرطة صان الحجر بالشرقية، بالزواج من فتاة، مقيمة بدائرة المركز، بتاريخ 17 الجارى، وقيامه بتاريخ 18 الجارى بتطليقها، وادعائه أنها ليست بكرا، وبتاريخ 20 الجاري، قام أهل الفتاة بتوقيع الكشف الطبى عليها، وعمل حفل زفاف والسير بالطريق العام على النحو الظاهر بمقطع الفيديو المشار إليه عقب إثبات أنها ما زالت بكرا.
تصالح والد «فتاة الشرقية» مع عريسها
بالعرض على النيابة، قامت بإخلاء سبيل الفتاة مع تسليمها لأهلها لترك مساحة للمصالحة، مع مراقبة الموقف عن قرب، مشيرة إلى أنه غير مسموح بزواج القاصرات أقل من 18 سنة، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للحبس، بخلاف العقوبات الأخرى التي تصل للاتجار بالبشر كون الفتاة أقل من 16 عاما، وتصل العقوبة في تلك الجريمة للسجن المؤبد، وغرامة من 100 لـ500 ألف جنيه.
تم استدعاء والدى الزوج والزوجة، وبمواجهتهما أيدا ما جاء بالفحص، وأقرا بالصلح فيما بينهما، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
القانون: السجن يصل إلى 15 عامًا
أوضح المستشار أحمد يوسف، المحامي، أن واقعة عروس الشرقية توضح وقوع كثير من القرى تحت تأثير ثقافة الجاهلية، بسبب انهيار الوعي الثقافي، والرضوخ لتجار الجهل والخرافات والعادات غير الأخلاقية، مؤكدا أن القانون يجرم ما حصل مع عروس الشرقية، حيث إنها طفلة لا يجوز تزويجها وفق نصوص القانون.
وقال «يوسف»، لـ«صدى البلد»، إن زوجها قد يعاقب بتهمة الاعتداء بالرضا على قاصر، وتصل عقوبتها إلى السجن لمدة 15 عامًا، بينما يعاقب كل من شارك في تزويج الطفلة بعقوبة الحبس الذي يصل إلى سنتين.
