قال الشيخ محمد رضا، من علماء الأزهر الشريف، إن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات والقُرُبات، وحياة القلب تكون بالذِّكر، مستدلاً بما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»، وفي لفظ مسلم قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
وأضاف «رضا» خلال لقائه ببرنامج «طاقة نور»، الذي يقدمه الإعلامي كريم كوجاك، على قناة «النهار»، أن ذكر الله تعالى أفضل ما يَشغل العبد به وقته، تلك العبادة السهلة الميسورة التي رتَّب الله تعالى عليها الأجر الكبير والثواب الجزيل، وهو ما ينفع المسلم في الدنيا والآخرة.
وتابع: إن الإكثار من ذكر الله -تعالى- يعد من أسباب النجاة من النار يوم القيامة، فقد جاء في الحديث الصحيح في ثواب من يذكرون -تعالى-، ويُكثرون من ذكره، ويُمجِّدونه ويُسبِّحونه ويسألون الله الجنَّة، ويتعوَّذون من النار، أنَّ الله -تعالى- يقول للملائكة عنهم:«فأُشهدِكُم أني قد غفرتُ لهم» فببركة الذاكرين لله -تعالى- وكثرة ذكرهم غفر الله لهم ذنوبهم.
فضل سبحان الله
وأشار إلى أن كلمة سبحان الله أفضل من م
لك الدنيا وملك سيدنا سليمان الذي أعطاه الله تعالى من الملك ما لم يؤته لله تعالى لأحد من العالمين، بأن حكم الإنس والجن معاً كما ثبت في القرآن الكريم، مستشهدًا على فضل كلمة «سبحان الله» بقصة الفلاح مع سيدنا سليمان -عليه السلام-.
وروى العالم الأزهري القصة قائلاً: «مر سليمان عليه السلام فحجب الشمس عن فلاح كان يعمل على الأرض ، فنظر الفلاح فرأى سليمان على بساط الريح، وكانت الريح تعمل بنفسها بساطاً، فقال الفلاح: سبحان الله! لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، فذهبت الكلمة؛ لأن هذه الكلمة -سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر- لا تنزل في الأرض بل تصعد في السماء، والدليل على أنها تصعد هو قوله تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» (فاطر:10).
وتابع: قال الفلاح: سبحان الله! لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، فسمع سليمان الكلمة فقال للفلاح -وقد هبط عنده : ماذا قلت؟ قال: مررت بي فرأيت ملكك فأعجبني ملكك، فقلت: سبحان الله! لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً....فقال سليمان: والذي نفسي بيده! لقولك: سبحان الله خير مما أوتي آل داود».
واستدل على فضل كلمة «سبحان الله» أيضًا بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ عنه خَطَايَاهُ، وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»، وفي رواية عند مسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسـي: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»..
أنواع ذكر الله تعالى
لا يقتصر ذكر الله عز وجل على التسبيح والتهليل والتكبير والحمد، بل إن التفكر في خلق الله تعالى وفي نِعمه ذكر أيضاً، والصلاة، وقراءة القرآن، ودعاء الله عز وجل ومناجاته، والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم العلم الشرعي، وحضور مجالس العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ما يؤدي إلى معرفة الله تعالى والتقرب منه فهو نوع من أنواع الذكر.
- قراءة القرآن الكريم وتلاوته لها ثواب كبير،حيث قال - جل وعلا-: «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ».
ولتلاوة القرآن الكريم أجر مضاعف في الدنيا وشفاعة في الآخرة، ومن ثمرات قراءة القرآن وثوابه:
1- قارئ القرآن من أعلى الناس درجة، فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
2- قارئ القرآن تحت ظل رحمة الله وسكينته فقلبه نور يُضيء له يوم القيامة.
3- القرآن شفيعه في الآخرة فلا يخشى الفزع الأكبر. قارئ القرآن في أعالي الجنة وهو من أسباب رحمة الوالدين. دعوة الملائكة له بالرحمة والمغفرة.
4- النجاة في الشدائد فهو مستمسك بالعروة الوثقى، ويتمنّى الصالحون درجته فهو من خاصة الله. شهادة رسول الله له يوم القيامة فهو من القانتين الذاكرين عند الله.
5- ابتعاد الشيطان عن قارئ القرآن فهو يُنير عقله وقلبه بالحكمة.
6- لقارئ القرآن قبس من النبوة بدون الوحي، كما أن من يُجيد تلاوته هو مع السفرة الكرام يوم القيامة.
7- في قراءة القرآن الخير والبركة وخشوع النفس وصفائها.
8- استجابة الله لدعاء قارئ القرآن منّة وكرمًا.