أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق والقيادة المركزية الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة، الاثنين، إدانتها الاستهداف الإيراني لمناطق في إقليم كردستان.
وأدانت حكومة إقليم كردستان القصف الإيراني الذي استهدف عددًا من المدن في الإقليم، مشددة على ضرورة وجود موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة.
وذكرت الحكومة في بيان رسمي: "ندين بأشد العبارات الهجوم الذي شنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية الليلة الماضية على إقليم كردستان".
وقالت إن "الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار".
ودعت حكومة كردستان، إيران إلى "وقف هذه الحملة ضد الإقليم، فإننا نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق".
كما دعت "أصدقاءها وشركاءها في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة".
بدورها قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في بيان إنه "يجب أن تتوقف الهجمات المتكررة التي تنتهك السيادة العراقية، مثل هذا العدوان الذي لا يزيد التوترات على نحو طائشٍ فحسب، بل يتسبب أيضاً في وقوع مأساة".
وأكدت يونامي أنه "أياً كانت الحسابات الخارجية التي تسعى دولةٌ مجاورةٌ إلى تسويتها، فإن استخدام الأدوات الدبلوماسية المعمول بها هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".
من جهته، قال الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، في بيان: "ندين هجمات إيران العشوائية وغير القانونية التي تعرض استقرار العراق والشرق الأوسط للخطر، كما أن هذه الهجمات تعرض المدنيين للخطر وتنتهك السيادة العراقية".
تفاصيل الهجوم
وفي وقت سابق، أعلنت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، اليوم الاثنين، أن الحرس الثوري شن هجومًا بالصواريخ والطائرات المسيرة على مقرات عسكرية تابعة لأحزاب كردية إيرانية معارضة في إقليم كردستان العراق.
وكشف جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، تعرض العاصمة أربيل وبلدة كويسنجق لقصف صاروخي اليوم الاثنين، مبيناً أن الجيش الإيراني كان مصدر القصف الذي تعرضت له المدينة، مستهدفاً مواقع لأحزاب كردية - إيرانية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد أطلقت القنصلية الأمريكية صفارات الإنذار عقب القصف الصاروخي الذي شهدته أربيل.
تأتي الهجمات بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهرين.
وفي 14 نوفمبر، خلّف قصف صاروخي وضربات شنّتها إيران بطائرات بلا طيّار ضد جماعات المعارضة الكرديّة الإيرانيّة ضحية و8 جرحى في كردستان العراق. ووقعت ضربات مماثلة في 28 سبتمبر الماضي.
وأكّد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني أنّ الضربات استهدفت منشآتهما في هذه المنطقة بشمال العراق.
وتتّهم الحكومة الإيرانيّة هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 16 سبتمبر، إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد توقيفها بأيدي "شرطة الأخلاق".
وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين قد وجّهوا تحذيرات في هذا الشأن إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبين إيّاها بتحييد هذه الجماعات المعارضة.
وكانت هذه الفصائل الكرديّة الإيرانيّة تمركزت في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتصفها طهران بأنّها "إرهابيّة"، وتتّهمها بشنّ هجمات على الأراضي الإيرانيّة.