"كل حلفائك خانوك يا ريتشارد" .. هكذا أصبح لسان حال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد تخلي عدد من المقربين له عن دعمه للرئاسة، وذلك رغم إعلانه اليوم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى في عام 2024.

وكان ترامب أعلن عن تقدمه بأوراق ترشحه لهيئة الانتخابات الفيدرالية، ثم تحدث أمام مؤيديه بمقر إقامته في فلوريدا، قائلا: "من أجل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، أعلن الليلة ترشيحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

وبعد دقائق على إعلان دونالد ترامب ترشحه مرة أخرى، أصدرت ابنته إيفانكا زوجة جاريد كوشنر، المستشار السابق لوالدها بيانًا، قالت في جزء منه: "لا أخطط للانخراط في السياسة"، وبذلك تنضم ابنته لقائمة من حلفاء ترامب الذي تخلوا عنه في معركته الرئاسية، بل ويفكر بعضهم في منافسته لحصد ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة.

ومن المنتظر أن تظهر الانتخابات التمهيدية التي ستجري داخل الحزاب الجمهوري كثيرا من حلفاء ترامب الذين قرروا التخلي عنه، ولكننا نرصد أبرز من ظهرت مواقفهم تجاهه، وتخليهم عنه.

ابنته: لا أخطط للانخراط بالسياسة مرة أخرى

وبعد أن كانت إيفانكا ترامب وزوجها الذي كان كبير مستشاري ترامب، جزءا من فريق عمله أثناء توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمرية، إلا أنها قررت التخلى عنه في المعركة الانتخابية القادمة، حيث جاء إعلانها بعد ساعات قليلة من إعلان والدها للترشح.

وقالت إيفانكا في البيان: "أنا أحب والدي كثيرا، لكن هذه المرة أختار إعطاء الأولوية لأطفالي الصغار والحياة الخاصة التي نخلقها كأسرة واحدة. لا أخطط للانخراط في السياسة"، وتابعت قائلة: "بينما سأحب والدي دائمًا وأدعمه، سأفعل ذلك بعيدًا عن الساحة السياسية. أنا ممتنة لشرف خدمة الشعب الأمريكي وسأظل دائمًا فخورة بالعديد من إنجازات إدارتنا".

مايك بنس نائب ترامب "أصدقاء الأمس أعداء اليوم"

"أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم".. هكذا ينسحب الحال على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبه السابق مايك بنس، وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن نائب الرئيس السابق مايك بنس بات أكثر جرأة في استعداده لمواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024.

وأضافت:" بعد أن كان التعاون والتنسيق بينهما على أعلى مستوى، يستعد بنس لمواجهة ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات عام ٢٠٢٤ الرئاسية"، ونقلت عن سكوت جينينغز، أحد الاستراتيجيين بالحزب الجمهوري، قوله إنه:" منذ فترة طويلة يحاول بنس توجيه الحزب الجمهوري للتطلع إلى المستقبل".

ويمثل هذا تحولًا مذهلاً بالنسبة إلى بنس، الذي قضى أربع سنوات في البيت الأبيض بصفته المدافع الأكثر ولاءً عن ترامب، وفقا للوكالة الأمريكية.

لكن ترامب انقلب على نائبه عندما رفض بنس مواكبة جهوده غير الدستورية لإلغاء نتائج انتخابات 2020 ، ما وضع بنس في مرمى مقتحمى مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وتضيف:" الآن ، يبذل بنس، الذي دافع مرارًا وتكرارًا عن أفعاله في ذلك اليوم، جهودًا أكثر نشاطًا لتشكيل مستقبل الحزب الجمهوري".

مايك بومبيو وزير خارجية ترامب

ولم يقتصر الأمر على نائب ترامب ليكون منافسا له داخل الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، فهناك مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية السابق، الذي اكتسب سمعته كواحد من أكثر مستشاري ترامب وأعضاء مجلس الوزراء ولاءً خلال ولايته، لكنه سعى عقب مغادرته البيت الأبيض للنأي عن ترامب وحاول طيلة الوقت تعزيز ملفه السياسي.

ترامب يغازل كرسي البيت الأبيض.. هل ينجح في إنهاء الصراع الروسي الغربي

مشيدا بـ بايدن.. شولتز يعلق على إعلان ترامب ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية

وعقب مغادرته وزارة الخارجية أنشأ بومبيو لجنة للعمل السياسي، بل وفي بعض الأحيان وضع نفسه على خلاف مع ترامب، كما ألمح وزير الخارجية السابق إلى أن خططه لعام 2024 لا تتوقف على ما يفعله ترامب، حيث قال في تصريحات متلفزة إن أي قرار بشأن مستقبله السياسي سيكون منوطا به وحده.

جريج أبوت يخون دعم ترامب ويفكر بمنافسته

وكذلك حاكم ولاية تكساس الجمهوري جريج أبوت (64 عاما)، الذي دعمه ترامب في ترشحه لولاية ثالثة مدتها 4 سنوات، أصبح يفكر هو الآخر في منافسة ترامب.

ورغم دعم ترامب له إلا أنه بدأ يخطط لمنافسته، حيث يتبع سياسات متحفظة بشكل متزايد خلال فترة ولايته الثانية بحثا عن دعم الحزب الجمهوري، حيث يعارض تفويضات لقاح وأقنعة كورونا، ووقع على قانون حظر الإجهاض، ويبني حاليا حاجزا جديدا على الحدود مع المكسيك.

رون دي سانتيس حاكم كاليفورنيا

ويمثل رون دي سانتيس الخطر الأكبر على ترامب، فهو فاز بولاية ثانية كحاكم لولاية كاليفورنيا، وعلى عكس العديد من المنافسين المحتملين على الرئاسة من الحزب الجمهوري، تظهر الاستطلاعات المبكرة أنه المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.

إمبراطور الإعلام مردوخ يتخلى عن ترامب ويدعم منافسه

ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، أنّ شركات الإعلام التابعة لإمبراطور الإعلام الأمريكي روبرت مردوخ بدأت بالانحراف بعيداً عن ترامب، لمصلحة حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، بعد فوزه وإعادة انتخابه حاكماً للولاية، وذلك بعد أن كانت داعمه لترامب وسياسته على مدار سنوات حكمه الأربعة.

وقال التقرير إن مردوخ، البالغ من العمر 89 عاما، وهو القطب الإعلامي الكبير، هو من يقف وراء «فوكس نيوز» التي طالما دعمت ترامب، فهو من مؤيددي الحزب الجمهوري، حيث أنه معروف بآرائه المحافظة ولكنه تمسك في الأشهر القليلة الماضية بفكرة عدم أفضلية ترشح ترامب للرئاسة.

ترامب: هؤلاء خونة !!

فيما اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الأمر سيكون بمثابة "الخيانة" إذا انتهى الأمر بأعضاء من إدارته السابقة بالترشح ضده في السباق القادم لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024.

والرئيس السابق قد لا يكون العضو الوحيد في إدارته الذي سيترشح في عام 2024، فهناك أخرون ينافسونه مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس ، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والسفيرة السابقة للبلاد في الأمم المتحدة نيكي هايلي.

وجاءت تصريحات ترامب ردا على سؤال لقناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية حول كيف سيتعامل مع مواجهة أعضاء سابقين في إدارته، وأوضح ترامب: "أعتقد أنه سيكون خيانة كبيرة لو فعلوا ذلك، لكن هذا جيد أيضًا".

وفي حين أشار بعض المتنافسين المحتملين على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024 إلى أنهم لن يسعوا للحصول على البيت الأبيض إذا ترشح ترامب مرة أخرى، قال آخرون إن قراراتهم لن تستند إلى قرار ترامب النهائي.

وحتى الآن، يدور الحديث حول 12 شخصا يُعتبرون مرشحين محتملين للبيت الأبيض عن الحزب الجمهوري. وهم إلى جانب بنس وبومبيو وهالي، السيناتور توم كوتون من أركنساس، وتيد كروز من تكساس، وبيل هاجرتي من تينيسي، وريك سكوت من فلوريدا، وتيم سكوت من ساوث كارولينا؛ ورون ديسانتيس من فلوريدا ولاري هوجان من ماريلاند وكريس سونونو من نيو هامبشاير؛ والحاكم السابق كريس كريستي من ولاية نيوجيرسي.