يبدو أن الصراع على كرسي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بدأ مبكرا وقبل أكثر من عام، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ترشحه لـ الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
انتخابات الرئاسة الأمريكية
وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في خطاب ترشحه، إن عودة أميركا تبدأ الآن!، مضيفا أنه يريد أن يضمن عدم عودة جو بايدن للبيت الأبيض بولاية رئاسية جديدة في 2024.
ويتوقع أن تمهد أوراق ترامب التي تم تقديمها أمام هيئة الانتخابات الفيدرالية الأميركية لمعركة قاسية داخل الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للرئاسة.
ودشنالرئيس الأمريكي السابقدونالد ترامب، الذي شن هجمات شرسة على نزاهة التصويت في الولايات المتحدة منذ هزيمته في انتخابات2020، الثلاثاء، حملته لاستعادة الرئاسة في عام 2024، مستهدفا استباق منافسيه الجمهوريين المحتملين.
وفي إطار سعيه إلى مواجهة جديدة ضد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، أصدر ترامب إعلانه في منزله في مارالاجو في فلوريدا بعد أسبوع من الانتخاباتالنصفية التي فشل فيها الجمهوريون في الفوز بعدد المقاعد التي كانوا يأملونها في الكونجرس.
وتعهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب بمنع إعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن في عام 2024، وقال لمؤيديه: "سأضمن عدم حصول بايدن على أربعة أعوام أخرى"، مضيفا: "بلادنا لا يمكنها تحمل ذلك".
ويواجه دونالد ترامب منافسة شديدة داخل الحزب الجمهوري، وصفه المراقبون بأنها "معركة تكسير العظام"، خصوصا بعد النتائج المخيبة للآمال في انتخابات التجديد النصفي وقدرة الحزب الديمقراطي في الحفاظ على الأغلبية داخل الكونجرس.
الانتخابات الأمريكية 2024
وتتكون الدورة الكاملة لانتخاب الرئيس الأمريكي من مرحلتين، وهما المرحلة الأولى، الذي يطلق عليها الانتخابات التمهيدية والتي تجري داخل الأحزاب الرئيسية نفسها لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، وقد بدأت تلك المرحلة مبكرا خلال الشهر الحالي مع إعلان عدد من المرشحين داخل الأحزاب عن نيتهم للمنافسة وسيتم حسمها المؤتمر العام للحزبين الديمقراطي والجمهوري في أواخر 2023.
والمرحلة الثانية الذي تعد مرحلة الانتخابات العامة التي تجري بين المتنافسين من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما: الديمقراطي، والجمهوري، وهذه المرحلة تستغرق شهري سبتمبر وأكتوبر، 2024، وصولا إلى يوم الانتخابات الذي يجري فيه الاقتراع العام، حيث يختار الأمريكيون رئيسهم القادم من بين المرشحين من الحزبين بالإضافة إلى المرشحين المستقلين.
ومن جانبه، قال الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن إنه يعتزم الترشح لإعادة انتخابه، ومن المرجح أن يتخذ قرارا نهائيا في أوائل العام المقبل بعد التشاور مع عائلته، لكن مصدر القلق المحتمل لبعض الناخبين هو تأثير عمر بايدن الذي سيبلغ 80 عاما خلال العام الجاري وأدائه المحتمل خلال فترة ولاية ثانية مدتها 4 سنوات.
ومنذ انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر الجاري، سعى ترامب لإثبات نفوذه السياسي الدائم بعد خسارته سباق البيت الأبيض في عام 2020.
ويقول الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية: بعد تقدم الرئيس الأمريكي السابق ترامب، بأوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تكون المشكلة هنا داخل الحزب الجمهوري، الذي سيكون عليه الإجابة على سؤال هل يغامر ويرشح ترامب بعد النتائج الأخيرة أم سوف يختارون مرشحا آخر؟.
نتيجة انتخابات الكونجرس
وأضاف البرديسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه من الواضح الذي انتصر في تلك الانتخابات الرئيس الأمريكي جو بايدن والحزب الديمقراطي، وكل تلك الأمور السابقة ستكون لها تفاعلات داخلية غير عادية داخل أروقة ومعامل الحزب الجمهوري.
وأشار البرديسي: في النهاية الصورة لم تتضح بعد، والحزب الجمهوري لم يقرر من سيخوص الانتخابات ومن سيفوز بذلك الدعم، كما أنه يتصور أن الحزب الديمقراطي أيضا من الصعب أن يرشح جو بايدن، وذلك لأنه تعدي السن.
وتابع: "الصورة ما زالت لم تتبلور بعد، وعلينا الانتظار طويلا لمتابعة النتائج، ودونالد ترامب قام بعمل إثارة ضجة وحركة دعائية، ولكن شعبيته بدأت في الانحدار ولم تصبح تلك الشعبية قوية مثل التي كان يتمتع بها من قبل".
ومن ناحية أخرى، لا تزال النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس غير واضحة، حيث حذر المسؤولون في الولايات المتحدة من أن النتيجة قد لا تزال غير معروفة لمدة أسابيع قادمة.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، يرجع تأخير الإعلان عن النتائج لعدد من الأسباب، من بينها الاختلافات البسيطة بين المرشحين، وتحول "جورجيا"؛ لتصبح ساحة معركة رئيسية في مجلس الشيوخ.
ويرجع التأخير أيضا إلى الطريقة اللامركزية التي يتم بها إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث يوجد لدى الولايات قواعد مختلفة لكيفية عد الأصوات بالبريد ومتى يتم ذلك.
اختيار الرئيس الأمريكي
وتثير الأنباء حول سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ الأمريكي، اتهامات متبادلة وانقسامات داخل الحزب الجمهوري، حيث ألقى منتقدو ترامب باللوم عليه نظرًا للأداء السيئ للمرشحين الجمهوريين.
ومن المنتظر أن تؤدي خطوة تقديم أوراق ترامب أمام هيئة الانتخابات الفيدرالية إلى معركة قاسية داخل الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للرئاسة.
وتعد عملية انتخاب الرئيس ونائب الرئيس في الولايات المتحدة انتخابات غير مباشرة، إذ لا يدلي فيها مواطنو الولايات المتحدة، المسجلين للتصويت في إحدى الولايات الخمسين أو في واشنطن العاصمة، بأصواتهم مباشرة لانتخاب تلك المناصب، وإنما يصوتون بدلًا من ذلك لأعضاء المجمع الانتخابي. يدلي أعضاء المجمع الانتخابي بأصواتهم مباشرة، في ما يُعرف باسم الأصوات الانتخابية، للرئيس ولنائب الرئيس.
والمرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الانتخابية (270 صوتًا على الأقل من أصل 538، وذلك منذ أن منح التعديل الثالث والعشرين حقوق التصويت لمواطني العاصمة) يُنتخب لذلك المنصب.
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة لأصوات الرئيس، يختار مجلس النواب المرشح الأكثر تأهيلًا للرئاسة، وإذا لم يحصل أحد على الأغلبية المطلقة لأصوات نائب الرئيس، فإن مجلس الشيوخ هو من ينتخب نائب الرئيس.