EN
لا زالت فعاليات قمة المناخ cop27، المنعقدة بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات وعدد من الخبراء والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بشؤون البيئة والمناخ متواصلة وسط إشادات عالمية بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية لإنجاح هذه القمة العالمية.
تكييف الدول النامية وتغير المناخ
وشهد السبت 12 نوفمبر 2022، فعاليات يوم التكيف والزراعة، والتي وضعتها رئاسة المؤتمر ضمن رؤيتها لمناقشة قضايا المناخ، وتحديات المواجهة، وحلول التكيف والتخفيف من أثارها لكل قطاع.
وأظهرت تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، الآثار المدمرة التي تحملتها العديد من بلدان العالم، نتيجة التغيرات المناخية.
وأشارت التقارير ذاتها إلى حقيقة أن دول العالم ليست على المسار الصحيح للتعامل مع التأثيرات المناخية الحالية، ولسيت مستعدة أيضا للظواهر الجوية المتطرفة من حيث عدد التكرار أو شدة الحدوث، وهو ما يجعل إجراءات التكيف والمرونة لها أهمية حاسمة لجميع الأطراف؛ ولا سيما في البلدان النامية.
وشمل يوم التكيف والزراعة الذي عقد ضمن فعاليات قمة المناخ 12 جلسة رئيسية ناقشت العديد من قضايا القطاع وتأثرها بـ التغيرات المناخية، وضرورة مواجهة هذه التحديات، ومن بينها جلسة لمناقشة دور الابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة الذكية المناخية والمبادرات الغذائية مع التركيز على تقديم الاستثمار في التقنيات المبتكرة من خلال تسليط الضوء على دور القطاع الخاص وشركات الاتصالات متعددة الجنسيات في هذا المجال.
كما عقدت جلسة ثانية بعنوان تقنيات التكيف وسلطت هذه الجلسة الضوء على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدمنا بشكل أفضل في التكيف مع تغيرات المناخ.
ما هو نهج الزراعة الذكية مناخياً؟
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تعد الزراعة الذكية مناخياً هي النهج الذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية بصورة فعالة وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير، وتهدف الزراعة الذكية مناخيا لمعالجة الثلاثة أهداف الرئيسية وهي زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية والدخل و وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ؛ وخفض و إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيثما كان ذلك ممكناً.
وفي هذا الصدد قال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ، إن التكنولوجيا مهمة للغاية في تطوير قطاع الزراعة وتزيد من قدرته في التكيف مع التغيرات المناخية، فالتكنولوجيا يتم إستخدامها في الري والتسميد وحصاد المحصول او إضافة رش مبيدات و هذا ما يعرف بالزراعة الذكية.
وأضاف فضل هاشم خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التكنولوجيا يمكنها أن توفر في كميات المياه من خلال استخدامها في الري مما يساعد على التكيف، ويتم استخدام التحول الرقمي في مجال الزراعة عن طريق استخدام تطبيقات للمزارع لإدارة المحصول والتعامل مع الأمراض وكيفية الخروج بأفضل إنتاجية، مضيفاً إنه يمكن استخدامها في أنظمة الإنذار المبكر لإرسال أول بأول حالة الطقس للمزارع سواء كان هناك زيادة في درجات الحرارة او إنخفاض.
وتوفر التكنولوجيا أيضاً إمكانية الزراعة بدون تربة والتي تساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج و توفير كمية المياه إلى 90% من المياه المستهلكة في الزراعة العادية.
مبادرات لتوطين تكنولوجيا الزراعة
أما عن التمويل فقال فضل هاشم، إن هناك مبادرة مهمة في هذا الشأن وهي AIM for climate بالتعاون مع مصر ودولة الإمارات والولايات المتحدة وبها استثمارات كبيرة للغاية لتحقيق نتائج ملموسة في مجال الابتكار الزراعي ولتوطين التكنولوجيا، مشيراً إلى وجود عدد كبير من المبادرات التي ستطرح في قمة المناخ لهذا العام من اجل دعم قطاع الزراعة والتي سيتم تمويلها بالتأكيد.
ومن جانبه قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الأقتصاد الزراعي، إن التكنولوجيا الزراعية الذكية المناخية مهمة لإنها تساعد الفلاح على زيادة إنتاجيته وأن يصمد أمام التغيرات المناخية، على سبيل المثال يتم تحويل نظام الري بالغمر إلى نظام الري الحديث لتوفير المياه وبالتالي توفير المياه يساعد على التكيف وزيادة إنتاجية المحصول وزيادة قيمة الدخل من المزرعة، لافتا إلى وجود العديد من الدراسات التي تحدثت عن التكنولوجيا الزراعية المناخية.
واختتم: قمة المناخ فرصة كبيرة لتمويل تكنولوجيا الزراعة المناخية الذكية، حيث أنها تحتاج إلى بحوث لتطوير لممارسات الزراعية الذكية المناخية، فضلاً عن الإرشاد الزراعي للفلاح حول التغيرات المناخية واهمية الممارسات الصحيحة، و يجب دعم أيضاً الجمعيات التعاونية في الانتاج والتسويق.
