خلال الندوة الثقافيّة التي حملت عنوان «أدب الخيال العلمي وواقعنا الجديد» وأدارتها صالحة عبيد، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
اتفق الروائي السوري إسلام أبو شكير، والكاتبة في أدب الخيال العلمي الأمريكية ماري لو، على أن أدب الخيال العلمي له إسهاماته الواضحة في واقعنا الجديد وما يشهده من اختراعات لم تكن حاضرة من قبل، مشيرين إلى أنّ هذا المجال من الأدب على اختلاف قوة تناوله ما بين المنطقة العربيّة والغرب، فهو يعدّ من أمتع أنواع الأدب وأكثرها سهولة للفهم على الرغم من اشتماله على عنصر المبالغة الشديدة.
أدب الخيال العلمي
وقالت ماري لو: «كنت في سنّ الرابعة عشرة عندما بدأت بقراءة أدب الخيال العلمي، ولمست حينها متعة وشغفاً نحو هذا اللون من الأدب فهو يمتاز بسهولة الفهم على الرغم من محطات المبالغة الكبيرة التي يتضمنها، فهو في النهاية انعكاس للفكرة العلميّة التي قد نعيشها، وهناك الكثير من الطرق والأدوات التي نستخدمها في أدب الخيال العلمي، والتي تغير بدورها من نظرتنا للأشياء وتجبرنا على إعادة تفسيرها بطرق أخرى».
نظرة سوداوية
وأضافت: «أدب الخيال العلمي يقدّم حلولاً للواقع، ويتمّ إنتاجه ربما على شكل رواية تقوم شخصياتها بحل التحديّات التي قد نواجهها في واقعنا فعلاً، وهناك حقيقة مذهلة على سبيل المثال بالنسبة لي، أن مصطلح روبوت ظهر بداية في أدب الخيال العلمي قبل أن يكون اكتشافاً قائماً بحدّ ذاته». وتابعت: «يتساءل البعض لماذا نشعر أن أدب الخيال العلمي دائماً يتناول العلاقة بين الإنسان والآلة بنظرتها السوداوية، وهذا الأمر مرده إلى سببين، الأول أن الناس يحاولون التقرّب من الخيال العلمي بطريقة سلبيّة، والثاني أن أدب الخيال العلمي يميل إلى الصراع ومحاولة الوصول إلى حلول لهذا الصراع بطريقة متشائمة».
اهتمام عربي
من جانبه قال إسلام أبو شكير: «أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي لم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام، سواء على مستوى الإنتاج أو حتى على صعيد التناول النقدي والإقبال الجماهيري، وغالباً ما يُنظر إليه على أنه أدب مراهقين، هذا الأمر يشكل عائقاً أمام الكاتب للانطلاق في هذا العالم. ولكن مع ذلك في الآونة الأخيرة ربما تكون الصورة قد تغيّرت نسبياً، والعديد من المؤسسات بدأت تعطي أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي اهتماماً أوسع، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تعديل الصورة والوصول إلى حالة من القبول الجماهيري والتشجيع على الكتابة».
وأضاف: «إنّ العلاقة ما بين النص الأدبي والنقد تشتمل على حالة من التوتر، والصراع ما بين الأدب والنقد، بحيث أن النقد بطبيعته يتطلع إلى تقديم ضوابط للعملية الإبداعيّة ومعايير وقواعد، وبناءً عليها يمارس دوره في الحكم والتحرير، لأن الأدب بطبيعته يميل إلى أن يتفلت من هذه القواعد ويتمرد عليها، ويؤسس لمعايير جديدة».
وختم حديثه بالقول: «إن أدب الخيال العلمي في نهاية المطاف قد يُصبح واقعاً معيشاً ولطالما كتبنا قديماً حول قضيّة التواصل اللحظي، والتي باتت اليوم حقيقة بينما كنّا نعدّه خيالاً. لذا فإن المسافة بين أدب الخيال العلمي والواقع المعيش قصيرة جداً».