وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق ساقه الله لي؟، لعله استفهام مهمًا حيث إن كثيرا منا، وإن لم يكن جميعنا تعرضنا لهذا الموقف، وإن لم يكن ما وجدناه مالا؛ فقد يكون أشياء أخرى ثمينة، وجدناها في طريقنا، أو في وسائل انتقالنا، أو في أماكن نرتادها وما نحوها، من هنا تأتي أهمية معرفة حل مسألة وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق ساقه الله لي؟.
وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق
وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق ساقه الله لي؟، عنه قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأموال التي يجدها الشخص في طريقه ولا يعرف صاحبها، هي"لقطة"، وعليه ألا يكون كصاحب الديك الرومي.
أوضح «جمعة» عبر فيديو له بصفحته الرسمية بموقع اليوتيوب، في إجابته عن سؤال: «وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق ساقه الله لي؟، فأنا سائق تاكسي، وجدت خمسة آلاف جنيه في دواسة السيارة، فهل يجوز لي أخذها باعتبارها رزق ساقه الله لي؟»، أن هذه الأموال ليست رزقًا ساقه الله له، وإنما هي «لقطة» وتُعرف بما يجده الشخص من أموال وأشياء مجهولة الصاحب والمصدر، منوهًا بأنه ينبغي تسليم «اللقطة» إلى قسم الشرطة، وليس أكلها، واستحلالها، لمجرد عدم معرفة صاحبها.
وجدت مالا بلا صاحب فهل هو رزق ساقه الله لي؟، أضاف قائلاً: ونحن ندرس باب اللقطة ، كان مشايخنا يقولون لنا لا تكن كصاحب الديك الرومي، وهو كان رجل بخيل على أصدقائه ولم يكن يقوم بعزيمتهم أبدًا، حتى أنهم كانوا يعيرونه، فجأة قال لهم أنه عزمهم على ديك رومي، فشك أصدقاؤه في حقيقة عزيمته لهم على ديك رومي واستحلفوه بالله أن يخبرهم بحقيقة عزيمة الديك الرومي.
وتابع: فقال لهم أنه أثناء فتحه لنافذة غرفته وجدت هذا الديك قفز إلى داخل الغرفة ، فعاتبوه أنه قد جعلهم يأكلون الحرام، لكنه قال لهم أنه ليس حرامًا ، لأن اللقطة ينبغي المناداة على صاحبها ليأخذها وهذا ما فعله، ذهب إلى الحجرة المجاورة لحجرته داخل منزله، وقام بالنداء بصوت منخفض ، قائلاً: ( من ضاع منه ديك رومي؟)، وهذا ليس صحيحًا ، لأن هناك مقاصد ، والمقصد هنا هو إعلان الناس حتى يأتي صاحبه، فاللقطة .. تعرف بالمناداة عليها في المجامع العامة حول مكانها كالأسواق، وأبواب المساجد، والمدارس ونحو ذلك، أو الإعلان عنها في وسائل الإعلام المباحة، ويجوز للملتقط أن يعرِّفها بنفسه، أو ينيب غيره مكانه.. اللقطة هى اسم لما يُلتقط، فهو اسم للشيء الذي يجده إنسان فى موضع غير مملوك كالطريق.
أحكام اللقطة
أولًا: إذا وجدها، فلا يُقْدم على أخذها إلا إذا عرف من نفسه الأمانة في حفظها والقوة على تعريفها بالنداء عليها حتى يعثر على صاحبها، ومن لا يأمن نفسه عليها، لم يجز له أخذها، فإن أخَذَها ، فهو كغاصب، لأنه أخذ مال غيره على وجه لا يجوز له أخذه، ولما في أخذها حينئذ من تضييع مال غيره.
ثانيًا: لابد له قبل أخذها من ضبط صفاتها بمعرفة وعائها ووكائها وقدرها وجنسها وصنفها ، والمراد بوعائها ظرفها الذي هي فيه كيسًا كان أو خرقة، والمراد بوكائها ما تُشدّ به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، والأمر يقتضي الوجوب.
ثالثًا: لابد من النداء عليها وتعريفها حولًا كاملًا في الأسبوع الأول كل يوم، وبعد ذلك ما جرت به العادة، ويقول في التعريف مثلًا: من ضاع له شيء ونحو ذلك، وتكون المنادة عليها في مجامع الناس كالأسواق، وعند أبواب المساجد في أوقات الصلوات، ولا ينادي عليها في المساجد لأن المساجد لم تبن لذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد، فليقل لا ردها الله عليك».
رابعًا: إذا جاء طالبها، فوصفها بما يطابق وصفها ، وجب دفعها إليه بلا بينة ولا يمين، لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، ولقيام صفتها مقام البينة واليمين، بل ربما يكون وصفه لها اظهر واصدق من البينة واليمين، ويدفع معها نماءها المتصل والمنفصل، أما إذا لم يقدر على وصفها، فإنها لا تدفع إليه ، لأنها أمانة في يده، فلم يجز دفعها إلى من لم يثبت أنه صاحبها.
خامسًا: إذا لم يأت صاحبها بعد تعريفها حولًا كاملًا، تكون ملكًا لواجدها، لكن يجب عليه قبل التصرف فيها ضبط صفاتها، بحيث لو جاء صاحبها في أي وقت، ووصفها ردها عليه إن كانت موجودة، أو ردَّ بدلها إن لم تكن موجودة، لأن ملكه لها مراعى يزول بمجيء صاحبها.