ذكر يملأ ما بين السماء والأرض ، لعله أحد أسرار السنة النبوية الشريفة ، التي ترشدنا وتخبرنا بكل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيل والآخرة، ولا شك أن ذكر الله تعالى من أحب وأفضل العبادات، لذا يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم - بالحرص على الأذكار في كل وقت وحين ، ويعد ذكر يملأ ما بين السماء والأرض هو أحد خفايا الأذكار، ومن ثوابه العظيم تأتي أهمية معرفة ذكر يملأ ما بين السماء والأرض .
ذكر يملأ ما بين السماء والأرض
ذكر يملأ ما بين السماء والأرض ، فيما بما ورد في صحيح مسلم ، الصفحة أو الرقم: 223 ، ما روي عن أبو مالك الأشعري ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ( وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ)، «وسُبحانَ اللهِ» ومعناه: التَّنزيه الكاملُ لله تَعالَى عن كلِّ نقصٍ، ووَصفُه بالكَمالِ التَّامِّ الَّذي يَليقُ بجَلالِه، «والحمْدُ للهِ»، ومعناها: الاعترافُ بأنَّ اللهَ هو المُستحِقُّ وحدَه لمعاني الشُّكرِ والثَّناءِ، وهاتان الجملتان «تَمْلَآنِ»، أي: إنَّ أجرَ ذِكرِهما يَملَأُ «ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ»؛ لاشتمالِهِما على تَنزيه اللهِ تَعالَى في قَولِه: «سُبحانَ اللهِ»، والتَّفويضِ والافتِقارِ إلى اللهِ في قَولِه: «الحَمْدُ للهِ» فهي: وَصفٌ للمَحمودِ بالكَمالِ معَ المَحبَّةِ والتَّعظيمِ.
ذكر يملأ ما بين السماء والأرض ، عنه أضاف الإمام النووي - رحمه الله - فى شرحه لهذا الحديث: أنه إذا قال الإنسان «سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»، أي إذا مجدت الله تعالى وفكرت في ملكوت السماوات والأرض فكرت في صنعته وفي خلقه في رحمته لوجدت أن سبحان الله والحمد لله إذا كان شيء مادي لكان حجمهما يملأ ما بين السماء والأرض.
ذكر يملأ ما بين السماء والأرض ، كان الحديث في آخر مجلس عن هذه الجملة الأخيرة، وقد تحدثت عن طرف مما يتعلق بها وبمعناها، سبحان الله، والحمد لله تملأن، أو تملأ، يعني: جاء في رواية بالتثنية –تملآن، وفي الرواية الأخرى بالإفراد -تملأ ما بين السماء والأرض، وذلك أعظم وأوفر مما قبله؛ لأن الذي قبله هو قوله: الحمد لله، فإنها تملأ الميزان، فإذا قرن معها التسبيح: سبحان الله، وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص -كما سبق- في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فإن ذلك يكون أعظم؛ لأن ذلك قد اشتمل على ذكرين اثنين، فذلك يملأ ما بين السماء والأرض، ورواية التثنية هذه تملآن ما بين السماء والأرض هي ظاهرة في أن التسبيح والحمد يملآن ما بين السماء والأرض.
ذكر يملأ ما بين السماء والأرض ، على رواية الإفراد: تملأ ما بين السماء والأرض، أي: تلك المقولة وهي قوله: سبحان الله، والحمد لله، وقد فهم بعضهم منها أن المراد الأخيرة، تملأ ما بين السماء والأرض أي: والحمد لله، وهذا بعيد، وجاء في رواية بالياء، يملأ ما بين السماء والأرض، أي: الأجر والثواب، أو القول أو الذكر المشار إليه يملأ ما بين السماء والأرض، والمراد بكونه يملأ ما بين السماء والأرض يعني: السماوات والأرض، وذلك أنه ثواب لا يُقادَر قدره، هو ثواب عظيم، هذا هو الظاهر المتبارد، وبعض أهل العلم يقول: إن من قال: سبحان الله والحمد فقد أضاف جميع المحامد لله جل وعلا ونزهه عن جميع النقائص، فهذا شهادة له بالتفرد بالكمال والوحدانية، وأنه الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له.