لفتت التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي الانتباه في جميع أنحاء العالم ويعتقد بعض المسؤولين وخبراء الأسلحة أنها خطوة نحو مناورات نووية محتملة.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، اليوم الاثنين، أن إطلاق كوريا الشمالية لعدة صواريخ باليستية قصيرة المدى وصاروخ باليستي عابر للقارات وصف بأنه محاكاة لضربات ضد القواعد الجوية والطائرات والمدن الكبرى في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وأجريت المحاكاة ردا على مناورات “العاصفة اليقظة”، وهي التدريبات المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإظهار القوة.
وأشارت كوريا الشمالية إلى التدريبات على أنها “استفزاز مفتوح يهدف إلى تصعيد التوتر عمدا وتدريبات حربية خطيرة ذات طبيعة عدوانية عالية جدا”.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي لمجلة نيوزويك الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة كانت قلقة باستمرار بشأن استفزازات كوريا الشمالية لفترة من الوقت، مما أدى إلى إضافة قدرات استخباراتية خارج شبه الجزيرة الكورية لتوفير رؤية أفضل لسلوك البلاد.
وحذر البيت الأبيض من أن بيونج يانج قد تجري قريبا تجربة نووية سابعة.
وتحدث وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الدفاع الوطني في جمهورية كوريا، لي جونج سوب، يوم الخميس، معربين عن تضامنهما في أعقاب إطلاق كوريا الشمالية.
وقال أوستن: “في هذا الوقت من التوتر المتزايد، تحالفنا صارم. لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تماما بالدفاع عن جمهورية كوريا. والتزامنا بالردع الموسع راسخ. ويشمل مجموعة كاملة من قدراتنا الدفاعية النووية والتقليدية والصاروخية”.
وقال إيان ويليامز، زميل برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي، إن “هذا هو أهم تمرين لدفاعات كوريا الشمالية التي رأيتها”.
وفيما يتعلق بالتوقيت والأهمية السياسية، قال وليامز إن كوريا الشمالية كانت على طريق يهدف إلى بناء رادع استراتيجي فعال يختلف عن تلك التي كانت سائدة في القيادة الكورية الشمالية السابقة، حيث كانت أكثر من مجرد عرض في عهد الراحل كيم جونج إيل.
وقال وليامز إن استراتيجية الولايات المتحدة ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات النووية التي تمتلكها روسيا أو الصين هي من خلال الردع والتهديد بالانتقام، وهو ما كان عليه الحال منذ الحرب الباردة ولا يزال هو الحال الآن. وعرفها بأنها “الاستقرار من خلال الضعف”.
وأضاف: “لن نكون قادرين فقط على الرد على هجوم، بل سنكون قادرين على إيقاف الهجوم وتقليل الأضرار إلى حد كبير”.