الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

2.5 مليار دولار في 10 سنوات.. تفاصيل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر برعاية السعودية

إطلاق مبادرة الشرق
إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 

انطلقت الأحد الماضي، فعاليات قمة المناخ COP 27، حيث تسلم وزير الخارجية سامح شكري رئاسة الدورة الـ27 من مؤتمر المناخ من رئيس "كوب 26" الدكتور ألوك شارما، بمشاركة العديد من القادة والنشطاء والمسئولين، لطرح الرؤى حول الخاصة بإيجاد حلول لأزمة تغير المناخ وتداعياتها ومن أبرزها مشكلة التصحر التي تفاقمت بسبب أزمة التغيرات المناخية. 

إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 

وتعد المملكة العربية السعودية من ضمن الدول المشاركة بشكل كبير، ولها جناح خاص ضمن الأجنحة المعروضة في قمة المناخ على أرض مصرية، والأمر لا يتوقف عند هذا الجناح، بل أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس وزراء المملكة العربية السعودية، عن إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وذلك خلال قمة المناخ التي تستضيفها مصر في مدينة شرم الشيخ.

وخلال كلمته في فعاليات إطلاق المبادرة، قال الأمير محمد بن سلمان، إن هذه المبادرة النوعية تأتي تزامنا مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية تغير المناخ COP 27، كما أعلن أن السعودية تهدف للوصول للحياد الصفري في 2050.

السعودية تدعم مبادرة الشرق الأوسط بـ 2.5 مليار دولار

وأضاف ولي العهد، أن تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر يتطلب استمرار التعاون الإقليمي والمساهمات الفعالة من الدول الأعضاء، وتابع: "تحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي والإسهامات الفعالة للدول الأعضاء لتحقيق الأهداف المناخية العالمية وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع".

كما أعلن ولي العهد السعودي استضافة المملكة مقر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بالإضافة إلى إسهام المملكة بمبلغ 2.5 مليار دولار دعما لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر على مدى السنوات الـ 10 القادمة، وأشار إلى أن المملكة أطلقت مبادرة السعودية الخضراء لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن مكافئ ثاني إكسيد الكربون بحلول 2030، وأن المملكة تسعي إلى إنتاج 50% من الكهرباء في المملكة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، وإزالة 44 مليون طن من الانبعاثات الكربونية بحلول 2035.

تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة

وأكمل: "نهدف أيضا لزراعة 10 مليارات شجرة وزيادة عدد المحميات البرية والبحرية إلى 30% من إجمالي المساحة الوطنية"، مشيرا إلى أن صندوق الاستثمارات يستهدف التخلص نهائيا من الانبعاثات بحلول 2050.

واختتم: "يعد تشكيل مركز إقليمي للتغير المناخي أحد المبادرات التي تم إطلاقها من قبل المملكة، لافتا إلى أن المملكة ستعمل مع دول المنطقة بشأن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأكمل: "نأمل أن تحقق قمة اليوم مُخرجات تسهم في تعزيز العمل المشترك لضمان مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة".

وفي هذا الإطار يقول  عادل حنفي نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالسعودية إن إعلان ولى العهد السعودي عن إعلان تشكيل مركز إقليمي للتغير المناخي وأيضا إعلان الشرق الأوسط الأخضر بضخ ما يقرب من 2.5 مليار دولار في مدة أقصاها 10 سنوات، يدل على امتداد لرؤية المملكة 2030، وبالفعل المملكة تقوم بإنشاء أول مدينة تدار بالوقود والطاقة المتجددة، سواء الكهربائية أو الرياح. 

فوائد تقليل الانبعاثات الكربونية 

وأضاف حنفي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نسبة الانبعاثات الكربونية داخل هذه المدينة ستكون قليلة جدا، وهي بطول 170 كم على ساحل البحر الأحمر، وتعد من أحدث المدن الموجودة على مستوى العالم، كما أن تلك المدينة سوف تفيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في إعداد أجيال جديدة بتقليل الانبعاثات الكربونية. 

وأشار حنفي، إلى أن المملكة العربية السعودية تقوم بزراعة ما يقرب 2 مليون شجرة، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية، حيث أن السعودية من أكبر الدول المصدرة للوقود على مستوى العالم، وتعد من أولى الدول التي أنشأت المركز الإقليمي للتغير المناخي. 

وتابع: "تلك المبادرة سوف تساعد أيضا في التقليل من بعض الأمراض التي تصيب أبنائنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،  متمنيا أن يطبق هذا القرار في جميع الدول، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية، الذي يعد أكبر عامل من عوامل تلوث الهواء".  

أول حوار إقليمي بشأن المناخ 

ومن جانبه، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتشكيل مركز إقليمي للتغير المناخي هام جدا في هذا التوقيت، خاصة أنه الدعوة ارتبطت بتحديد مهام هذا المركز. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن السعودية بذلت العديد من الجهود خلال الفترة الماضية، واهتمت بقضية المناخ، ولديهم وعي بضرورة توحد الجهود الإقليمية لمواجهة قضية التغير المناخي. 

وفي نفس التوقيت، تنطلق النسخة الثانية من قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" اليوم بشرم الشيخ، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وأشارت وكالة أنباء السعودية (واس) إلى أن انطلاق النسخة الثانية من القمة يأتي بالتزامن مع انعقاد قمة قادة العالم في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27)، وسط مشاركة واسعة من كبار القادة في العالم، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي، وإفريقيا، والشركاء الدوليون.

وأوضحت أن الأمير محمد بن سلمان كان قد استضاف النسخة الأولى من قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" بالرياض في شهر أكتوبر 2021، حيث أتاحت القمة إجراء أول حوار إقليمي من نوعه بشأن المناخ، واتفق القادة المشاركون من أكثر من 20 دولة على ضرورة التعاون وتوحيد الجهود لمواجهة تغير المناخ.

ونوهت الوكالة السعودية بأن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تقدم خارطة طريق طَموحة وواضحة للعمل المناخي الإقليمي، بما يضمن تنسيق الجهود وإتباع نهج موحد لمواجهة تبعات تغير المناخ على دول المنطقة، إلى جانب إيجاد فرص اقتصادية ضخمة في المنطقة بما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة ودفع عجلة التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في المنطقة، الأمر الذي يعود بالنفع على الأجيال المقبلة ويفتح الآفاق أمام المستقبل الأخضر.