EN
منذ عهد قريب كانت دائما ما ترتبط الأمطار بالخير، وينتظرها الفلاحون والمزارعون، وبقدومها تفرح القلوب، وعلى وقع هطولها؛ عاش الناس أجمل لحظات، لكن في قري بني سويف، بدا الحال مختلفاً، إذ تحولت الأمطار إلى وبال، ومعاناة متجددة، يعيش الفقراء أسوأ فصولها. فبمجرد سماع العائلات الفقيرة بقرب هطول الأمطار ، يسارع الآباء والأمهات بوضع أشياء فوق الاسطح ، في محاولة منهم لمنع تسرب مياه الأمطار لغرف أطفالهم، بينما يطلق آخرون مناشدات لمساعدتهم من أجل حماية منازلهم من الغرق، فيما يقضي السواد الأعظم من الفقراء أيام الشتاء في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
وفي قرية نعيم التابعة لمركز بني سويف تعيش أسرة مكونة من 5 أفراد الأم وأربعة أبناء أيتام بلا أب، ومأساة بسبب تعرض منزلهم المبني من الطوب اللبن للخطر؛ بسبب مياه الأمطار، و هناك عدد كبير من الشروخ والتشققات في أسقف وجدران المنزل؛ نظرًا لأنه تم بناؤه منذ سنوات ماضية بالطوب اللبن، وهو ما قد يعرّضه إلى الانهيار بعد تدهور حالته بشكل كبير.
وتقول الأم المكلومة: هناء عويس عبد الحميد- 38 سنة، توفي زوجي وترك لي 4 أبناء ولدين وبنتين، وأقيم في هذا المنزل مع أولادي الأربعة منذ سنوات ماضية، مشيرًة إلى أنها اشترت هذا المنزل القديم لقلة الحيلة وضيق ذات اليد من أن تشتري منزلا جديدا.
وأردفت قائلًة : أنا بشتغل على الله باليومية، والبيت ممكن يقع علينا في أي لحظة أنا وأولادي، وأطالب المسؤولين بأن يحضروا ويعاينوا المنزل لإدراجه في مبادرة حياة كريمة.
وأضافت: منذ هطول الأمطار وأغرقت المنزل وهي لا تعرف أين تذهب بأولادها وهم في مراحل التعليم المختلفة، واكبر ابن لديها يبلغ من العمر 15 سنة، كما لديها طفلين تؤأم، ولا تعيش سوى على معاش زوجها.
ونوهت “هناء”: أعمل في الحقول، ولكن أتمني مبادرة حياة كريمة تبني لنا ولو حجرة وصالة، فلا يوجد عندي أي دخل سوى المعاش، وأولادي في مراحل التعليم المختلفة، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر خرج من التعليم؛ بسبب ضيق ذات اليد.
وأشارت إلى أن هناك منزلا مجاورا وملاصقا لنفس منزلها، يعاني من نفس الظروف، ومهددين بالسقوط.
