قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن أزمة الغاز في أوروبا تشكل فرصة كبيرة لـ أمريكا لجذب الشركات الأوروبية الكبرى، نظرا لتوفر إمدادات الطاقة فيها.
وأشارت إلى أن التوتر المتزايد بين الصين والغرب بدأ يغير حساب الشركات، موضحة أن الاستثمارات الألمانية المباشرة في الصين انخفضت خلال جائحة كورونا، ولم تنتعش بعد تراجع الوباء.
وقالت "فاينانشيال تايمز": "لدى أمريكا الآن فرصة نادرة لجذب الشركات الأوروبية متعددة الجنسيات في وقت تشهد فيه سلاسل التوريد تقلبًا بالفعل".
وأضافت: "نظرًا لأن الشركات تقرر المصانع التي يجب تحديثها ومتى يكون من المنطقي البدء من مكان آخر، فمن الواضح أن تكاليف الطاقة ستلعب دورًا، وهنا، تتمتع أمريكا بميزة حاسمة على أوروبا، وهي أن إمدادات الغاز الطبيعي محلية وموثوقة وأرخص باستمرار".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على سبيل المثال، فإن شركة "شل" البريطانية اتخذت قرارا في عام 2016 لبناء مصنع بتروكيماويات بقيمة 6 مليارات دولار بالقرب من مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية،ويرجع ذلك جزئيًا إلى قربها من مصادر الغاز الطبيعي.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن "شل" أكملت أعمال البناء، وتتوقع أن تبدأ في تصنيع البلاستيك هناك بحلول نهاية العام، فيما وصف الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته بن فان بيردن ذلك بأنه جزء من التحول إلى الأمريكتين، اللتين يبدو أنهما أكثر تميزًا من الناحية الهيكلية بالتأكيد الآن وربما لبضع سنوات قادمة.
ومثل العديد من الشركات الأوروبية الأخرى،اختارت "شل" أيضًا موقع مصنع قريب من العملاء المحتملين في أمريكا.
وقالت: "لكن الشركات الأخرى التي استثمرت في الإنتاج المحلي للأمريكيين وجدت أن أمريكا يمكن أن تكون قاعدة جيدة للصادرات"،لافتة إلى أنه عندما افتتحت شركة مرسيدس مصنعًا خارج مدينة توسكالوسا بولاية ألاباما في التسعينيات، كانت تتطلع إلى الاستفادة من السوق الأمريكية.
وأوضحت أن المنشأة أصبحت الآن أكبر بخمس مرات، وهي تصنع جميع سيارات الدفع الرباعي الكبيرة للشركة الألمانية، ويتم تصدير ثلثيها.
وقالت "فاينانشيال تايمز": "هذا القرار المبكر لاختيار ألاباما لا يزال يتردد صداه وقد اختارت مرسيدس أخيرا تصنيع سيارات الدفع الرباعي الكهربائية الخاصة بها في نفس الموقع، وفتحت مصنعًا محليًا للبطاريات لتزويدها، ومن المثير للسخرية أن الطاقة أصبحت الآن عامل جذب للشركات التي تفكر في التوسع في أمريكا”.
وذكرت "فاينانشيال تايمز" أنه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ساعد ارتفاع تكاليف الطاقة في دفع تراجع إنتاج الصلب الأمريكي، لكن ثورة النفط الصخري غيرت الديناميكيات، فيما أعطى الغزو الروسي لأوكرانيا دعوة للاستيقاظ بشأن موثوقية الإمدادات.
وأشارت إلى أن أمريكا تسعى إلى توسيع ميزتها في مجال الطاقة من خلال قانون خفض التضخم الذي تم تمريره مؤخرًا.
وقالت إنالمتحمسين يعتقدون أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أمريكا وكذلك الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنشاؤه باستخدام الطاقة المتجددة، في طريقها لأن تصبح من بين الأرخص في العالم.