كشف تقييم استخباراتي أمريكي أن مسئولين عسكريين روس ناقشوا استخدام روسيا سلاحًا نوويًا تكتيكيًا في أوكرانيا.
النووي الروسي في أوكرانيا.. معلومات غير موثوقة
ونقلت قناة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة على التقييم ، الذي صاغه مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، أنه لا يتمتع بثقة عالية ولا يضم معلومات استخباراتية خام بل تحليل، ويعتقد بعض المسئولين الأمريكيين أن المناقشات الواردة في التقييم ربما تم إخراجها من سياقها، ولا تشير بالضرورة إلى أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.
وقال مسئولون إن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن أي مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر اتخاذ خطوة جذرية باستخدام السلاح النووي، ولا يُعتقد أن بوتين قد شارك في المناقشات الواردة في التقييم.
لكن الآخرين داخل الإدارة الأمريكية الذين شاهدوا التقييم أعربوا عن قلقهم، لأنه يوفر فرصة نادرة للمناقشات بين كبار الجنرالات الروس وتكشف عن إحباطهم المتزايد بشأن خسائر روسيا في ساحة المعركة في أوكرانيا، ويخشى بعض المسئولين أن يتحول هذا الإحباط إلى يأس.
وهناك أيضا تساؤلات حول ما إذا كان ضم روسيا لشرق أوكرانيا المعلن من جانب واحد في وقت سابق من هذا العام يعني أن روسيا مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات المتطرفة لحماية تلك المنطقة.
كما تراقب الولايات المتحدة تحركات روسيا حول مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، والتي تحاول القوات الأوكرانية استعادتها من القوات الروسية عبر شن هجوم مضاد، وفي الأسابيع الأخيرة، أمر المسئولون الروس بإخلاء المدينة، والولايات المتحدة قلقة من أنه إذا طردت أوكرانيا الروس عبر إلحاق هزيمة مذلة بهم، فقد يدفع ذلك بوتين إلى اللجوء إلى الأسلحة النووية التكتيكية، حيث أن هذا السيناريو من بين السيناريوهات التي يطرحها التقييم الاستخباراتي.
ما هي الأسلحة النووية التكتيكية؟
وتوصف الأسلحة النووية التكتيكية أحيانا بأنها "أسلحة نووية صغيرة"، لأنها عادة ما تكون رؤوسا حربية نووية أصغر حجما معدة للاستخدام في ضربة محدودة في ساحة المعركة، ولديها قدرة متفجرة تتراوح ما بين 10 إلى 100 كيلوطن من الديناميت، في حين أن الأسلحة النووية "الاستراتيجية" لديها قدرة متفجرة تتراوح من 500 إلى 800 كيلوطن وهي مصممة لتدمير مدن بأكملها لكن الأسلحة النووية التكتيكية يمكن أن تكون مميتة بشكل لا يمكن تصوره، فالقنابل التي أُلقيت على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في عام 1945 كانت تعادل حوالي 15 إلى 21 كيلوطن.
وكانت قناة "سي إن إن" ذكرت في السابق أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن احتمال استخدام بوتين لسلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا ربما يكون الأعلى منذ الغزو الروسي في فبراير لكن لا يزال غير محتمل، أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يولد غضبا دوليا، وسيضغط على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لاتخاذ إجراءات انتقامية.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي في بيان: "ليس لدي أي تعليق على تفاصيل هذه التقارير، لقد كنا واضحين منذ البداية أن تصريحات روسيا حول الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية تثير قلقا عميقا، ونحن نأخذها على محمل الجد، ونواصل مراقبة هذا بأفضل ما نستطيع، ولا نرى أي مؤشرات على أن روسيا تقوم باستعدادات لهذا".
النووي الروسي لردع القنبلة القذرة الأوكرانية
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، في بيان، على موقعها الإلكتروني، أن "عقيدتها النووية لن تسمح إلا باستخدام الأسلحة الذرية بطريقة دفاعية بطبيعتها"، وأضافت أن روسيا "ستلجأ إلى الأسلحة النووية فقط ردا على عدوان يتضمن استخدام أسلحة دمار شامل أو عدوان باستخدام أسلحة تقليدية عندما يكون وجود الدولة ذاته في خطر".
وكانت المخاوف تصاعدت بعد أن حذر الرئيس الروسي في خطاب ألقاه في سبتمبر من أنه "في حالة وجود تهديد لوحدة أراضي بلدنا والدفاع عن روسيا وشعبنا ، فإننا بالتأكيد سنستخدم جميع أنظمة الأسلحة المتاحة لنا، وهذه ليست خدعة".
وفي الأسبوع الماضي، بدأ المسئولون الروس يزعمون أن أوكرانيا كانت تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة"، وهو الزعم الذي قالت الولايات المتحدة إنه مجرد ذريعة لروسيا لاستخدام "قنبلة قذرة" بنفسها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة "تواصلت بشكل مباشر وواضح مع الروس، والرئيس بوتين نفسه بشأن العواقب إذا استخدم سلاحا نوويا".