بحضور الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وعدد غير مسبوق من الناشرين والوكلاء الأدبيين من مختلف أنحاء العالم، انطلقت أمس أعمال الدورة 12 من «مؤتمر الناشرين»، الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب»، في مركز إكسبو الشارقة على مدار ثلاثة أيام، وذلك قبيل بدء الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وبدأ المؤتمر أعماله، بحفل افتتاحي، تحدثت خلاله الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وألقى أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي، خلاله كلمتها حاجة قطاع النشر إلى روح التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات التي تقف أمام نموه وتطوره، وقالت: «أصبحت الاستدامة موضوعاً رئيسياً في مناقشاتنا، وذلك لسبب واضح، فالعالم يتغير أمام أعيننا، وعلينا جميعاً أن نقوم بدورنا في حماية مستقبل الأرض».
وأشارت إلى أنه ليس من السهل على الناشرين التراجع عن عمليات ونماذج أعمال ظلوا يمارسونها منذ مئات السنين، مؤكدة أن هذا التغيير بات ضرورة، فإن لم يكن من الداخل وفقاً لشروط الناشرين، فإنهم سيضطرون إلى التغيير بسبب التطورات الخارجية.
ووجهت الشيخة بدور القاسمي رسالة إلى كل فرد في مجتمع النشر، قالت فيها: «دعونا نتعلم من أخطائنا الماضية، ودعونا لا نتحرك بسرعات مختلفة عندما يتعلق الأمر بالاستدامة، فلنعمل كفريق عالمي لإنشاء حلول مستدامة معاً حتى نتمكن من المضي قدماً معاً، دعونا لا نترك أحداً وراءنا، فهناك قوة في وحدة الرؤية، كما توجد قوة في وحدة العمل».
التنمية المستدامة
بدوره، قال أحمد بن ركاض العامري: «بانطلاق (مؤتمر الناشرين) نجدد عهدنا، بأن تظل الإمارة راعياً مستمراً لقطاع النشر، الذي يمثل واحداً من الأعمدة الأساسية لمشروع الشارقة الثقافي، الذي يمضي ويتنامى بتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة -حفظه الله-، الرامية إلى بناء مجتمع المعرفة وتعزيز دور الكتاب في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة».
وفي إشارته إلى قدرة قطاع النشر على مواجهة التحديات، ونقاط القوة التي يتميز بها في التعامل مع الأزمات، قال العامري: «استطاع القطاع أن يثبت في أكثر من مناسبة مرونته العالية وقدرته الفائقة على إيجاد الحلول المبتكرة، ونحن اليوم نجدد وعدنا بتقديم العون لكافة العاملين في هذا المجال، وتعزيز التعاون الاستراتيجي بينهم، لوضع سياسات واستراتيجيات جديدة، تجعل من قطاع النشر قابلاً لتحقيق الاستدامة، والاستعداد للمستقبل».
وأعلن العامري أن المؤتمر هذا العام وفّر 950 طاولة في القاعة المخصصة للقاءات الناشرين والمتخصصين.
جلسة حوارية
وشهدت فعاليات اليوم الأول جلسة حوارية لإيطاليا، التي تحل ضيف شرف على الدورة الـ41 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، تحدث خلالها كل من: لي آن بورتولوسي، مديرة الحقوق في (جونتي إيديتوري)، وكارلو غالوتشي، الناشر في (كارلو غالوتشي إيديتوري)، وماركو سبروتزي، مدير التحرير في (هوبلي)، وأدارتها جاكس توماس، من (بولونيا بوك بلس).
وفي افتتاح الجلسة، أكدت جاكس مسعى الناشرين الإيطاليين إلى التوسع العالمي من خلال تعزيز حركة الترجمة إلى اللغات الأخرى، والتي تسهم في وصول الثقافة الإيطالية وإصدارات ناشريها إلى مختلف أنحاء العالم، لافتة إلى أن المشروع الثقافي الإيطالي الذي تعمل عليه الحكومة من خلال ملحقاتها الثقافية في العالم، يستهدف التعريف بثقافتها في المعارض الدولية، وإيلاء الدعم الكبير لدور النشر الإيطالية، من أجل الوصول إلى القراء من مختلف الجنسيات والثقافات.
من جانبها، أشارت آن بورتولوسي إلى أن إمارة الشارقة من الوجهات الأفضل لنشر الكتب الإيطالية، حيث يمثل وجود إيطاليا ضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة كبيرة أمام الناشرين الإيطاليين للحضور بشكل أوسع، وهذا يمنح إيطاليا فرصة التعريف بناشريها في دولة الإمارات من الشارقة.
بدوره، أشاد كارلو غالوتشي بجهود الشيخة بدور القاسمي في تعزيز حضور اللغة العربية في الثقافة الإيطالية وإقامة جسر للتواصل الثقافي بين شمال وجنوب المتوسط، مؤكداً ضرورة استثمار التكنولوجيا المتطورة في إيجاد بيئة تسمح للناشرين بالوصول إلى مختلف القراء.
من ناحيته، أكد ماركو سبروتزي، أهمية بيع وشراء حقوق النشر في تعزيز حضور الناشرين الإيطاليين في الأسواق العالمية للكتاب، لا سيما مع الخصوصية التي تتميز بها اللغة الإيطالية، ما من شأنه تعزيز مسيرة ورحلة المعرفة بين اللغة الإيطالية إلى غيرها من اللغات والثقافات.