أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعليق روسيا لصفقة الحبوب مشيرةً إلى أن ذلك كان بسبب الإجراءات المتهورة لأوكرانيا التي هاجمت السفن الروسية.
وحذرت الحكومة الروسية من أنه إذا أكدت التحقيقات أن المتفجرات كانت محمولة في إحدى شاحنات الحبوب فقد تقرر روسيا الانسحاب من الصفقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
وأكد بوتين على أن المتفجرات قد تم نقلها على الأرجح عن طريق البحر من أوديسا لكن لم يتم التأكد بشكل قاطع ما إذا كان ذلك قد تم بمساعدة شاحنات الحبوب أم لا.
وصرح بوتين بأن اتفاق الحبوب قد تم وضعه في الأساس للتخفيف من تداعيات أزمة غذاء عالمية، لكنه حذر من أنه إذا اتضح أن الممرات الإنسانية تُستخدم لأعمال إرهابية فإنه سيضع عمل ممرات الحبوب في موضع تساؤل.
وشهدت الأزمة تطورات جديدة بعدما أعلنت روسيا أن سفنها التي اُستهدفت بطائرات درون في ميناء سيفاستوبول كانت ضمن السفن المشاركة في اتفاق نقل الحبوب.
زرع الفوضى
وبعد ساعات من إعلان موسكو تعليق الاتفاق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مصورة، إن تعليق روسيا اتفاق تصدير الحبوب، يتطلب "ردًا دوليًا قويًا" من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين، متهماً روسيا بـ"محاولة إحداث مجاعة مصطنعة في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا".
كما اتهم وزير خارجية كييف ديميترو كوليبا عبر "تويتر" موسكو بأنها "تستخدم ذريعة كاذبة لإغلاق ممر الحبوب الذي يضمن الأمن الغذائي لملايين الناس"، داعياً جميع الدول إلى "مطالبة روسيا بوقف ألعاب الجوع، وإعادة الالتزام بالتزاماتها".
إدانة دولية
وعلقت الأمم المتحدة على القرار الروسي مؤكدة أنها على اتصال بالسلطات الروسية بعد ورود تقارير عن تعليق موسكو مشاركتها في الاتفاق الذي أدى إلى استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وأضاف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: “من الضروري أن يمتنع الجميع عن أي إجراءات قد تهدد اتفاق الحبوب”، مؤكدًا أن اتفاق الحبوب له تأثير إيجابي واضح على حصول الملايين في العالم على الغذاء.
من جانبه، قال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد إن الاتحاد يحث روسيا على العدول عن قرار تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.
وقال بوريل عبر حسابه على "تويتر": "قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق البحر الأسود يهدد طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة"، مؤكدًا أن الحاجة تشتد لصادرات الحبوب لمعالجة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتابع بوريل قائلاً :"يحث الاتحاد الأوروبي روسيا على العدول عن قرارها".
وقالت الخارجية البولندية إن قرار روسيا تعليق العمل باتفاق تصدير الحبوب يؤكد أنها غير مستعدة لدعم أي اتفاقات دولية.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت، إن روسيا تستخدم الغذاء سلاحًا بوقف مشاركتها في صفقة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة، وذلك من خلال زيادة تفاقم الأزمات الإنسانية.
وأضاف بلينكن في بيان أن "أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات المهمة للحبوب هو في الأساس بيان مفاده أنه يتعين على الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم دفع المزيد من أجل الغذاء أو الجوع".
ضرب الاقتصاد الأوكراني
نقلت وكالة “بلومبرج” عن خبراء روس قولهم إن تعليق روسيا لصادرات الحبوب الأوكرانية أخذ في الاعتبار "العمل الإرهابي الذي قام به نظام كييف في 29 أكتوبر بمشاركة مختصين بريطانيين ضد سفن أسطول البحر الأسود، والسفن المدنية الضالعة في ضمان أمن ممر الحبوب"، وفق تعبيره.
وأضافوا أنه “لم يكن القرار بسبب الهجوم على الميناء فقط، بل أيضًا على خلفية التفجير الذي استهدف جسر القرم، واستمرار أوكرانيا باستهداف الأراضي التي ضمتها روسيا”، مشيرين إلى الخطوة الروسية تهدف كذلك إلى ضرب اقتصاد أوكرانيا وحرمانها من الفوائد التي يوفرها لها اتفاق تصدير الحبوب، وهي أيضاً رسالة واضحة من روسيا بأن أي استهداف لمصالحها أو أراضيها سيتم الرد عليه بحزم".
ولعلّ أبرز تداعيات القرار وفقًا للخبراء أن "أي حل دبلوماسي في الوقت الحالي ليس وارداً طالما هناك تصعيد، لكن قد يتغير هذا مستقبلاً في ضوء التحولات على الخارطة العسكرية والوضع السياسي في كلا البلدين".