قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف اليوم الأحد، إن تعليق روسيا لصفقة الحبوب كان بسبب الإجراءات المتهورة لأوكرانيا التي هاجمت السفن الروسية.
وأضاف أنتونوف في بيان له: "من الخطأ الترويج بأن روسيا تُفاقم أزمة الغذاء العالمية".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعليق موسكو لمشاركتها في اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية أعقاب الهجمات على السفن في شبه جزيرة القرم الذي حمل الرئيس فلاديمير بوتين جهاز الأمن الأوكراني المسؤولية عنه.
وحذرت الحكومة الروسية من أنه إذا أكدت التحقيقات أن المتفجرات كانت محمولة في إحدى شاحنات الحبوب فقد تقرر روسيا الانسحاب من الصفقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
وأكد بوتين على أن المتفجرات قد تم نقلها على الأرجح عن طريق البحر من أوديسا لكن لم يتم التأكد بشكل قاطع ما إذا كان ذلك قد تم بمساعدة شاحنات الحبوب أم لا.
وصرح بوتين بأن اتفاق الحبوب قد تم وضعه في الأساس للتخفيف من تداعيات أزمة غذاء عالمية، لكنه حذر من أنه إذا اتضح أن الممرات الإنسانية تُستخدم لأعمال إرهابية فإنه سيضع عمل ممرات الحبوب في موضع تساؤل.
وشهدت الأزمة تطورات جديدة اليوم بعدما أعلنت روسيا أن سفنها التي اُستهدفت بطائرات درون في ميناء سيفاستوبول كانت ضمن السفن المشاركة في اتفاق نقل الحبوب.
ما هو اتفاق الحبوب؟
في يوليو الماضي، وقع كل من وزير الدفاع الروسي ونظيره التركي ووزير البنية التحتية الأوكراني على اتفاق حبوب بوساطة من الأمم المتحدة في اسطنبول للمساعدة في نقل الغذاء والأسمدة من موانئ البحر الأسود.
وتم تطهير 3 موانئ أوكرانية حيوية وهي أوديسا وچورنومورکس ويوزهنو بما يسمح باستئناف الصادرات، فيما تم الاتفاق وقتها مبدئيًا على ضمان التصدير الأوكراني لمدة 120 يومًا،
وأعرب مسؤول في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن تفاؤله بأن الصفقة التي سمحت باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية ستمتد إلى ما بعد منتصف الشهر المقبل.
وتم تأسيس مركز التنسيق المشترك في اسطنبول للإشراف على عملية المبادرة بما في ذلك ضمان أن سفن الشحن لا تنقل سلعاً أو أفرادًا محظورين.
وكانت أوكرانيا تمكنت من استئناف صادراتها بموجب الاتفاق بعد توقفها عقب بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير.
الأمم المتحدة تتدخل
وعلقت الأمم المتحدة على القرار الروسي مؤكدة أنها على اتصال بالسلطات الروسية بعد ورود تقارير عن تعليق موسكو مشاركتها في الاتفاق الذي أدى إلى استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وأضاف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: من الضروري أن يمتنع الجميع عن أي إجراءات قد تهدد اتفاق الحبوب، مؤكدًا أن اتفاق الحبوب له تأثير إيجابي واضح على حصول الملايين في العالم على الغذاء.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت في وقت سابق السبت إلى تجديد الاتفاق مؤكدة على أهميته في المساهمة في الأمن الغذائي العالمي.