شنت الصين هجوما على الولايات المتحدة، وقالت الصين إن أي محاولات "للابتزاز النووي" من جانب الولايات المتحدة ستبوء بالفشل، متهمة واشنطن بتشجيع المواجهة بعد أن أصدرت أحدث مراجعة للوضع النووي.
وردا على سؤال حول الوثيقة التي نشرت مؤخرا، والتي تحدد سياسات الأسلحة النووية الأمريكية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين إن تقرير السياسة الخارجية الصيني "يصفع بشدة الحرب الباردة وعقلية المحصلة الصفرية" و"يستخدم الأسلحة النووية كأدوات لتعزيز الأجندة الجيوسياسية [الأمريكية]".
وقال وانج للصحفيين يوم الجمعة "أحتاج إلى التأكيد على أنه في هذا الاستعراض النووي الجديد، أدلت الولايات المتحدة بتصريحات واتهامات غير مسؤولة بالإضافة إلى تكهنات لا أساس لها من الصحة بشأن التحديث الطبيعي للصين لقواتها النووية"، مضيفا أن الولايات المتحدة "صممت" على وجه التحديد "استراتيجية ردع نووي" ضد بكين.
وأضاف:"تشعر الصين بقلق بالغ إزاء هذه الخطوة وتعارضها بشدة. واسمحوا لي أن أوضح أن لدينا القدرة والثقة لحماية مصالحنا الأمنية الوطنية. إن الابتزاز النووي الذي تمارسه الولايات المتحدة لن ينجح مع الصين".
وتكسر الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي نشرت نسخة رفعت عنها السرية يوم الخميس، الوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي جو بايدن في حملته الانتخابية، تاركة الباب مفتوحا أمام الرد النووي على هجوم غير نووي. وفي حين أصر بايدن على أن 'الغرض الوحيد' من الترسانة النووية الأمريكية هو ردع أو الانتقام من الاستخدام الأول للقنبلة، بينما قال البيت الأبيض إن مثل هذا النهج "سيؤدي إلى مستوى غير مقبول من المخاطر، في ضوء مجموعة القدرات غير النووية التي يتم تطويرها ونشرها من قبل المنافسين".
وتابع وانج قائلا إن السياسة الأمريكية المحدثة:"تخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية' وفي الوقت نفسه. تضخيم ما يسمى بالتهديد النووي من بعض البلدان".
تمتلك الولايات المتحدة أكبر ترسانة نووية في العالم، وتواصل ترقية "ثالوثها النووي" والتقدم بشكل انتقائي في العملية الدولية للحد من الأسلحة النووية فقط عندما يؤدي ذلك إلى قمع البلدان التي تعتبرها منافسة'. 'ما وراء سياسة الولايات المتحدة هو منطقها المهيمن المتمثل في السعي إلى التفوق العسكري المطلق ، والذي يمكن أن يؤجج سباق التسلح النووي'.
وأعلنت إدارة بايدن مرارا وتكرارا أن الصين هي المنافس الأول لواشنطن ومصدر القلق الأول، حيث قال البنتاجون إن بكين تشكل "التحدي الأكثر شمولا وخطورة للأمن القومي الأمريكي" في استراتيجيتها الجديدة للدفاع الوطني، التي نشرت أيضا يوم الخميس إلى جانب تقرير إذاعة "NPR" الجديد ومراجعة الدفاع الصاروخي.
وتصاعدت التوترات بين القوتين منذ أغسطس عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان رغم اعتراضات قوية من بكين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها. وعلى الرغم من أن الرحلة أدت إلى جولة غير مسبوقة من التدريبات العسكرية الصينية في الجو والمياه المحيطة بتايوان، إلا أن وفودا غربية واصلت زيارة تايبيه في الأشهر التي تلت ذلك، حيث أرسلت ألمانيا المشرعين إلى هناك في وقت سابق من هذا الأسبوع.