الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تنجح قمة الجزائر رغم التحديات.. قراءة حول غياب 6 زعماء عرب

صدى البلد

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق فعاليات القمة العربية بنسختها الحادية والثلاثين في الجزائر، والمقرر لها يومي الأول والثاني من نوفمبرالقادم، وسط تحديات كبيرة وظروف وعلاقات معقدة تشهدها المنطقة العربية، فضلا عن وضع عالمي مضطرب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها وأزمة الطاقة.

6 قيادات عربية وقمة الجزائر

وتبذل دولة الجزائر العربية الشقيقة جهودا كبيرة لإتمام إنعقاد القمة العربية التي تم تأجيلها أكثر من مرة بسبب الظروف والأوضاع الغير مستقرة التي يعيشها عالمنا العربي، ولكن هذه الجهود قد لا تؤتي ثمارها خاصة في ظل إعلان عدد من الزعماء العرب عدم مشاركتهم بالقمة.

وذكرت  مصادر، الأحد، إن الإعلان عن غياب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان - عن القمة العربية يرفع عدد القادة العرب الغائبين عن القمة إلى ستة.

وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان، إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية من أخيه ولي العهد السعودي الأمير  محمد بن سلمان، أعرب له من خلالها عن "تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر".

وقالت مصادر مقربة من لجنة التحضير للقمة  العربية، إن 5 قادة عرب أبلغوا الجزائر، قبل بن سلمان، بتعذر مشاركتهم في أعمال القمة، حيث سبق وأعلن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، أنه لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح.

وحول الغيابات عن القمة العربية بالجزائر، فسوف يحضر القمة نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نيابة عن رئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن المرجح أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

كما أفادت مصادر - بأن الرئيس اللبناني ميشال عون، لن يحضر اجتماع القمة العربية بالجزائر بسبب عقد مجلس النواب جلسات لانتخاب خلف له، حيث تنتهي ولايته في 31 أكتوبر الجاري.

القمة ومطالب الوحدة العربية 

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إنه من المؤسف أن يتغيب 6 قادة عرب عن القمة العربية بالجزائر، كنا نتمنى أن تكون القمة ذات زخم خاص في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وتحتاج إلى وحدتنا العربية.

وأوضح الرقب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن غياب بعض القادة عن حضور القمة العربية بالجزائر يرجع لحالة الاحباط التي يشهدها عالمنا العربي، منوها الى ضرورة وجود تحالف واتحاد عربي اقتصادي لمواجهة التحديات لإننا أحوج ما نكون إليه الآن، كما إننا أحوج لهذه القمة لمناقشة كافة الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة بشكل كبير.

ومن جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي، إن أهم ما في القمة ليس الغياب ولكن الحضور، فإعلان المملكة العربية السعودية عدم مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واقتصار التمثيل على وزير الخارجية يطرح جملة من التساؤلات المتعلقة بنجاح القمة.

وأوضح فهمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن غياب 6 من قاده الدول العربية، يمكن أن يؤثر على فعالية ما يمكن أن يصدر من قرارات قابلة للتنفيذ، مشيرا إلى أن الاشقاء في الجزائر تأخروا في عقد القمة، والقمة غابت سنوات عن دورية الانعقاد.

ولفت فهمي، إلى أن ما يقال عن نجاح القمة العربية من عدمه يظل مجرد مؤشرات، فالقمة ليست متعلقة بالملف الفلسطيني فقط، بل والملف السوري أيضا وبأمن الإقليم وبعلاقات التعاون التجاري والإقليمي ومشروعات التطبيع والمبادرة العربية.

وأكد أن غياب السعودية يمثل إشكالية كبيرة، لأن السعودية طرحت فكرة المبادرة العربية والأشقاء بالجزائر أجروا الحوار الفلسطيني وتمت المصالحة الشكلية، مشددا: "غياب السعودية يمثل اشكالية كبيرة أمام نجاح القمة".

إشكالية غياب 6 قادة عن القمة

وأشار إلى أن غياب 6 من القادة عن القمة يمثل إشكالية كبيرة أمام فرص نجاحها، حيث كان مبررالجزائر حول تأخير انعقاد القمة هو أملها بأن تأتي بمخرجات رئيسية، فبالتالي الغياب العربي يمثل مشكلة رئيسية لإنجاح هذه القمة وما يصدر من قرارات قابلة للتنفيذ.

وشدد: القمة العربية في حد ذاتها حدث، لأنها تنقل رسالة تأكيد على أن النظام الاقليمي العربي مازال قائما وأن هناك دول بحجم الجزائر تريد أن تنجح هذا النظام الاقليمي العربي في مواجهة النظام الشرق أوسطي، الذي يشكل في المنطقة الآن، وتريد أن تدخله دول مثل اسرائيل وتركيا، وبالتالي حضور القمة بأي عدد من الأعضاء بعد غياب سنوات شيء جيد يمكن البناء عليه.


-