قدمت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، استقالتها بعد 6 أشهر فقط من توليها رئاسة الوزراء والتي تعد أقصر فترة حكم في تاريخ المملكة المتحدة البريطانية.
وقد أتسمت فترة تولي ليز تراس مقاليد الحكم بعدم الاستقرار والإضرابات الداخلية في بريطانيا وخاصة على المستوي الاقتصادي في ظل الأزمات التي يعاني منها العالم والوضع الاقتصادي المتدهور للاقتصاد البريطاني والذي تدهور بشكل كبير جراء السياسة المالية لليز تراس.
وقبل أن تقديم ليز تراس استقالتها طالبها العديد من النواب في مجلس العموم البريطاني بتقديمها، وقد تعرضت تراس لضغوط كبيرة خاصة في الأيام الماضية بسبب سياساتها الاقتصادية الخاطئة والتي أعترضت عليها الشعب والعديد من أعضاء البرلمان البريطاني.
استجواب تراس في البرلمان
وقد دافعت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة، من قبل عن نفسها، بالقول: "أنا مقاتلة لا مستسلمة"، وذلك في خضم التوترات والانتقادات التي تواجهها من قبل نواب البرلمان، خاصة في صفوف حزبها المحافظين، بسبب خطتها الاقتصادية الفاشلة.
وجاء ذلك أثناء حضورها أول جلسة استجواب في البرلمان منذ أن ألغى وزير المالية الجديد جيريمي هانت حزمة تخفيضات ضريبية للأغنياء كانت حكومتها الجديدة كشفت عنها قبل أقل من شهر.
واعتذرت ليز تراس للبرلمان، معترفة بأنها ارتكبت أخطاء خلال الفترة القصيرة بالمنصب، فيما هتف بعض النواب خلال كلمة تراس "قدمي استقالتك!".
ووسط صيحات الاستهجان، قالت تراس: "أنا مقاتلة ولست مستلمة.. لقد اتخذت خطوات وفقًا لمصلحتنا الوطنية، لضمان الاستقرار الاقتصادي.. لقد قمنا بالإيفاء بما وعدنا به فيما يتعلق بضمان أسعار الطاقة، والتأمين الوطني".
استطلاع رأي مخيب لـ تراس
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشف استطلاع أجرته YouGov"أن أربعة من كل خمسة أعضاء بالحزب يعتقدون أن تراس فعلت أمرًا سيئًا، فيما أعرب 55% عن اقتناعهم بضرورة رحيلها، مقارنة بـ 38% فقط ممن أيدوا بقائها.
وأشار الاستطلاع إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون هو الخيار المناسب لهم كبديل لها، حيث دعمه 32 % بينما رشح 23 % وزير المالية السابق ريشي سوناك و10% مقتنعين بوزير الدفاع البريطاني بن والاس.
ووفقًا لـ"ديلي ميل"، ظهرت هذه النتائج بعدما أجرت تراس محادثات مع مجلس الوزراء لمدة ساعتين، إذ ينظر النواب في ما إذا كان سيتم القيام بانقلاب عليها والإطاحة بها، فضلًا عن كيفية القيام بذلك في أعقاب الهدم الاستثنائي الذي أجراه وزير المالية الجديد جيريمي هانت لخطط رئيسة الوزراء الاقتصادية الرئيسية.
استقالات في حكومة تراس
ومن المصاعب التي لاقتها رئيسة الوزراء البريطانية قبل أن تستقيل، كانت الاستقالات التي ضربت حكومتها، حيث استقال وزير المالية كواسي كوارتنج بناء على طلب من ليز تراس.
واستقال كوارتينج بسبب إعلانه عن خطة خفض للضرائب مثيرة للجدل بشأن الأغنياء والتي دعمتها تراس، قبل أن تتراجع الأخيرة عن الخطة والتي كانت متعلقة بالشريحة الأعلى دخلا في بريطانيا والتي تدفع ضرائب تصل إلى 45% من الدخل، وهو ما كلف البنك المركزي البريطاني نحو 72.6 مليار دولار.
والاستقالة الثانية، كانت وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان، وجاء سبب الاستقالة إلى استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي، مع إبداء «القلق حيال إدارة هذه الحكومة» التي تترأسها ليز تراس.
وفي كتاب استقالتها الذي نشر على تويتر، اعترفت برايفرمان بارتكاب «خطأ» عبر إرسال وثيقة رسمية الى «زميل برلماني أهل للثقة» من عنوان بريد الكتروني شخصي، لافتة أيضا الى أن الحكومة «لم تف بوعود رئيسية» مثل مكافحة الهجرة غير القانونية، وفق «فرانس برس».
لقاء تراس مع الملكة إليزابيث
وفي أوائل أيام فترة حكم ليز تراس للحكومة البريطانية، توفت الملكة إليزابيث الثانية والتي كانت صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ المملكة البريطانية.
وقبل أن تتوفي قابلت تراس الملكة في أول اجتمع رسمي لها، لتسلم مهام منصبها كرئيسة للوزراء، وذلك مقر إقامة الملكة، في بالمورال، في اسكتلندا.
لقاء تراس مع ملك بريطانيا
وفي فترة حكم تراس تم تنصيب الملك تشارلز الثالث ملكة على بريطانيا خلفة لوالدته الملكة إليزابث الثانية.
وكان قد التقى الملك تشارلز الثالث، برئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في أول لقاء لهما، في قصر باكنجهام بالعاصمة لندن، وهو اللقاء الأول بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.