EN
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن طرح 15 مليون برميل نفط من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي في الأسواق، في محاولة مستميتة لكبح ارتفاع أسعاره ومن ثم أسعار معظم السلع والخدمات، قبل نحو 3 أسابيع على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، الذي لا يتمتع فيه حزبه الديمقراطي حاليًا بأغلبية في أي من مجلسيه ويأمل تحسين موقفه خلال الانتخابات المقبلة.
السحب من احتياطي البترول الاستراتيجي
وقال بايدن في كلمة متلفزة "بإعلاني اليوم، سنواصل تحقيق الاستقرار في الأسواق وخفض الأسعار في وقت تسببت فيه تصرفات البلدان الأخرى في مثل هذا التقلب"، في إشارة إلى قرار مجموعة أوبك+ خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا اعتبارًا من نوفمبر المقبل، وهو القرار الذي تدافع عنه دول المجموعة وتبرره باعتباره ضروريًا لمنع تهاوي أسعار النفط اكثر من اللازم.
وأضاف بايدن أنه طلب من فريق معاونيه دراسة مدى الحاجة إلى طرح كميات أخرى من النفط خلال الأشهر المقبلة إذا لزم الأمر، مشيرًا إلى أنه سيسمح بإعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي عندما تنخفض أسعار النفط إلى نحو 70 دولارًا للبرميل.
ووفقًا لقناة "سي إن إن" الأمريكية، فعلى الرغم من أن إعلان بايدن سحب 15 مليون برميل نفط من احتياطي البترول الاستراتيجي كان متوقعًا منذ فترة طويلة، في إطار إعلانه التاريخي في مارس الماضي طرح 180 مليون برميل نفط من احتياطي البترول الاستراتيجي خلال العام الجاري، لمواجهة أسعار الطاقة المرتفعة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن شكوكًا حول نوايا بايدن تراود بعد المراقبين، إذ يُتهم بالتلاعب بمخزون النفط ذي الأهمية الحيوية البالغة لاسترضاء الناخبين الأمريكيين من خلال منع ارتفاع أسعار الوقود والسلع قبل انتخابات التجديد النصفي.
ما هو احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي؟
اعتمد بايدن أكثر من أي رئيس أمريكي سابق على مخزون الطوارئ من احتياطي البترول الاستراتيجي لخفض أسعار الوقود والسلع، في خضم موجة تضخم عنيفة تضغط على المستهلكين في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم.
واحتياطي البترول الاستراتيجي عبارة عن سلسلة من مستودعات التخزين تحت الأرض، والتي تحتوي على كميات هائلة من النفط الخام يمكن استخدامها أثناء الحروب أو الأعاصير أو لحظات التعثر الأخرى.
ووفقًا لقناة "سي إن إن"، انخفضت كمية النفط في احتياطي البترول الاستراتيجي بمقدار أكثر من الثلث -36% على وجه التحديد- منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير 2021. وبذلك يكون المخزون النفطي الطارئ عند أدنى مستوى له منذ يونيو 1984، وهو وقت كان فيه الاقتصاد الأمريكي في وضع افضل والطلب على الطاقة أقل بكثير مما هو عليه اليوم.
السحب من احتياطي البترول الاستراتيجي.. قرار صائب؟
تثير العناوين الرئيسية حول مخزون البترول الاستراتيجي قلق سوق الطاقة، الذي هو بالفعل على حافة الهاوية جراء الركود المحتمل، حيث انخفضت أسعار النفط الأمريكي بنسبة 3٪ إلى 82.82 دولارًا يوم الثلاثاء، لتعود إلى المستويات التي بلغتها لآخر مرة قبل إعلان مجموعة أوبك+ خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا اعتبارًا من مطلع نوفمبر.
ومن المفترض أن تساعد عمليات بيع النفط من مخزون البترول الاستراتيجي في إبقاء سقف أسعار البنزين، والتي يقول المحللون إنها تتجه بالفعل إلى الانخفاض بفعل مخاوف الركود، حتى دون اتخاذ بايدن مزيدًا من الإجراءات.
على الرغم من صعوبة التحديد الدقيق لمدى التأثير الذي أحدثه إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي على الأسعار، فقد نقلت "سي إن إن" عن خبراء في صناعة النفط أن استراتيجية بايدن كانت فعالة، مما ساعد على تخفيف أثر ارتفاع الأسعار، ليس فقط بسبب الحرب في أوكرانيا ولكن لضعف العرض من كل من أوبك+ ومنتجي النفط في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 22% منذ منتصف يونيو حين بلغت ذروتها، إلا أنها لا تزال أعلى بنسبة 16% من المستوى الذي كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
ومنذ مطلع سبتمبر 2021، سحبت الولايات المتحدة أكثر من 212 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي الذي بلغ أدنى مستوى له منذ يونيو 1984.
