شهدت أسعار النفط مساء أمس الأربعاء، ارتفاعًا هائلاً بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستفرج عن 15 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد؟
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر 2.38 دولار أو 2.6% إلى 92.41 دولار للبرميل عند التسوية، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر، الذي ينتهي أجل تداوله اليوم الخميس، 2.73 دولار، أو 3.3% إلى 85.55 دولار للبرميل.
وفي الجلسة السابقة، سجل الخامان القياسيان أدنى مستوى لهما في أسبوعين بعد إعلان بايدن وتأكيده خطط الولايات المتحدة لإعادة شراء النفط لملء الاحتياطي إذا انخفضت الأسعار بدرجة كافية.
وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، إذ انخفضت 1.7 مليون برميل حسبما أظهرت بيانات حكومية أسبوعية، مقابل توقعات بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل.
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، تبدو السوق عالقة بين التخفيضات الكبيرة في إنتاج أوبك+ والتباطؤ الكبير في النمو العالمي الذي يلقي بثقله على الأسعار، بينما قد تؤدي عقوبات الاتحاد الأوروبي القادمة على صادرات النفط الروسية إلى إحداث صدمة في سوق نقل النفط العالمية، وقد تسبب ذلك بالفعل في قيام بعض مصافي التكرير الهندية بوقف المشتريات الفورية قبل دخول العقوبات الأخيرة حيز التنفيذ في أوائل ديسمبر.
أسوأ لحظة
وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى أمس، إن قرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط سيضر بالاقتصاد العالمي ويزيد من الضغوط التضخمية، مضيفةً أن القرار جاء في "أسوأ لحظة ممكنة"، حيث خرج العالم للتو من جائحة فيروس كورونا، ويتعامل مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب خطاب بايدن يوم الأربعاء؛ فإن الخطة المرتبطة بإعادة الشراء تعد "الأولى من نوعها"، إذ ستمكن وزارة الطاقة من إبرام عقود بسعر ثابت مع الموردين، فقد أشار إلى أن الخطوة الجديدة ستعمل على زيادة الطلب على النفط عندما يكون العرض أقل غموضًا، أو في حالة انخفاض الأسعار دون المستوى، مضيفًا: "على سبيل المثال، إذا كانت السوق ستسعر براميل النفط تسليم منتصف عام 2024 بسعر 70 دولاراً؛ فإنَّ القاعدة الجديدة تسمح لوزارة الطاقة بإبرام عقد الآن لتسليم النفط في منتصف عام 2024 بسعر قريب أو أقل من هذا السعر".
ما حجم الاحتياطي الاستراتيجي المتبقي؟
بلغ حجم الاحتياطي 405.1 مليون برميل كما في 14 أكتوبر. وهذا يمثل حوالي 57% من السعة التخزينية القصوى المسموح بها البالغة 714 مليون برميل، وهو ما يكفي لاستبدال ما يزيد عن عامين من صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، استنادًا إلى بيانات 2021. وبحسب وكالة "بلومبرج" فإنه تم تسليم نحو 165 مليون برميل من النفط الخام أو وضعه بموجب عقد منذ الربيع، عندما أعلن بايدن عن سحب يصل إلى 180 مليون برميل.
بحسب وزارة الطاقة الأمريكية، تبلغ قدرة السحب القصوى 4.4 مليون برميل يوميًا، ويستغرق الأمر 13 يومًا حتى يصل نفط الاحتياطي الاستراتيجي إلى السوق المفتوحة بعد القرار الرئاسي.
ووفقًا لـ"بلومبرج"، فإن إنتاج الخام الأمريكي لم ينمو بشكل متواضع إلا هذا العام، على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، بينما زاد الطلب واتجهت الواردات نحو الصعود، وقد يكون الاستخدام الدوري للاحتياطي النفطي بعد الكوارث الطبيعية هو الدحض الأكثر فاعلية للتخلص من ذلك.