أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستفرج عن 15 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي بحلول نهاية العام، لافتًا إلى وجود استراتيجية لإعادة ملء المخزون عند وصول الأسعار لما دون الـ70 دولار.
وقال الرئيس من البيت الابيض أن على الولايات المتحدة "أن تزيد في شكل منطقي الإنتاج الأمريكي من النفط"، وذلك بعدما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام احتياطها الاستراتيجي لضمان استقرار أسعار الخام.
وأضاف بايدن "لا دافع سياسيًا للإجراءات التي أتخذها بل أنفذ الوعود التي تعهدت بها ونعمل للانتقال للطاقة المتجددة".
جاء إعلان بايدن على خلفية قرار تحالف أوبك+ يوم 5 أكتوبر الجاري، بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو القرار الذي وصفه بايدن بـ"القرار قصير النظر"، لكن في المقابل دافعت دول أوبك عن القرار وأكدت أن دوافعه "اقتصادية بحتة"، خاصة في ظل توقُّعات تراجع الطلب.
أسوأ لحظة
وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى أمس، إن قرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط سيضر بالاقتصاد العالمي ويزيد من الضغوط التضخمية، مضيفةً أن القرار جاء في "أسوأ لحظة ممكنة"، حيث خرج العالم للتو من جائحة فيروس كورونا، ويتعامل مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب خطاب بايدن يوم الأربعاء؛ فإن الخطة المرتبطة بإعادة الشراء تعد "الأولى من نوعها"، إذ ستمكن وزارة الطاقة من إبرام عقود بسعر ثابت مع الموردين، فقد أشار إلى أن الخطوة الجديدة ستعمل على زيادة الطلب على النفط عندما يكون العرض أقل غموضًا، أو في حالة انخفاض الأسعار دون المستوى، مضيفًا: "على سبيل المثال، إذا كانت السوق ستسعر براميل النفط تسليم منتصف عام 2024 بسعر 70 دولاراً؛ فإنَّ القاعدة الجديدة تسمح لوزارة الطاقة بإبرام عقد الآن لتسليم النفط في منتصف عام 2024 بسعر قريب أو أقل من هذا السعر".
ما حجم الاحتياطي الاستراتيجي المتبقي؟
بلغ حجم الاحتياطي 405.1 مليون برميل كما في 14 أكتوبر. وهذا يمثل حوالي 57% من السعة التخزينية القصوى المسموح بها البالغة 714 مليون برميل، وهو ما يكفي لاستبدال ما يزيد عن عامين من صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، استنادًا إلى بيانات 2021. وبحسب وكالة "بلومبرج" فإنه تم تسليم نحو 165 مليون برميل من النفط الخام أو وضعه بموجب عقد منذ الربيع، عندما أعلن بايدن عن سحب يصل إلى 180 مليون برميل.
بحسب وزارة الطاقة الأمريكية، تبلغ قدرة السحب القصوى 4.4 مليون برميل يوميًا، ويستغرق الأمر 13 يومًا حتى يصل نفط الاحتياطي الاستراتيجي إلى السوق المفتوحة بعد القرار الرئاسي.
ووفقًا لـ"بلومبرج"، فإن إنتاج الخام الأمريكي لم ينمو بشكل متواضع إلا هذا العام، على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، بينما زاد الطلب واتجهت الواردات نحو الصعود، وقد يكون الاستخدام الدوري للاحتياطي النفطي بعد الكوارث الطبيعية هو الدحض الأكثر فاعلية للتخلص من ذلك.