قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نزيف السلاح والذخيرة وقطع الغيار.. هل تختنق آلة الحرب الروسية بالفعل تحت حصار العقوبات؟

الجيش الروسي
الجيش الروسي
×

كشف تقرير لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أن العقوبات الغربية على روسيا حدت بشدة قدرة الأخيرة على تجديد وتعويض ما تفقده من أسلحة وذخيرة في معارك الحرب في أوكرانيا، ما أجبر موسكو على توجيه أجهزة استخباراتها للبحث عن طرق لمراوغة العقوبات وشراء المستلزمات الحيوية من تكنولوجيا وقطع غيار للاستمرار في الحرب.

خسائر الجيش الروسي.. نزيف لا يُعوض

ووفقًا لقناة "سي إن إن" الأمريكية، ذكر تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أن روسيا فقدت أكثر من 6 آلاف قطعة ومعدة عسكرية منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، فيما يكافح الجيش الروسي للحصول على الرقائق الإلكترونية والمحركات وتكنولوجيا التصوير الحراري اللازمة لصنع أسلحة جديدة.

وأدت القيود الغربية على الصادرات إلى روسيا إلى إجبار منشآت صناعتها الدفاعية على التوقف عن العمل بشكل دوري، واضطرت اثنتان من أكبر شركات الإلكترونيات الدقيقة إلى وقف الإنتاج مؤقتًا لأنهما لم تتمكنا من تأمين المكونات الأجنبية الضرورية، كما أدى نقص المحامل (أو ما يُطلق عليه الرولمان وهو مكون يدخل في صناعة المحركات) إلى تقويض إنتاج الدبابات والطائرات والغواصات والمنظومات العسكرية الأخرى.

وفي شهر مايو الماضي، ولم تكن قد مرت سوى أشهر قليلة على نشوب الحرب، وجدت صناعة الدفاع الروسية نفسها تعاني من نقص في الإمدادات والمكونات لمحركات الديزل البحرية وأجزاء المروحيات والطائرات المقاتلة وأنظمة مكافحة الحرائق، وتحولت روسيا إلى الدبابات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث أخرجتها من المخازن لاستخدامها في أوكرانيا.

وقال نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو، في حديث لقناة "سي إن إن": "يتعين عليهم (الروس) اتخاذ قرارات حاسمة بشأن ما يمكنهم فعله في ساحة المعركة لأنهم لا يملكون الدبابات التي يحتاجونها، وليست لديهم المعدات التي يحتاجونها لصنع المروحيات، وليست لديهم أشباه الموصلات التي يحتاجونها لإطلاق صواريخ عالية الدقة في أوكرانيا".

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال الأسبوع الماضي أن الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية قد "تجاوزت الحدود"، من أن التهديدات النووية الصادرة من روسيا قد تؤدي إلى أخطاء كارثية، وتساءل بصوت عالٍ عما يمكن أن يمضي إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب.

كيف تعوض روسيا خسائرها؟

وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على عجل لإرسال المزيد من منظومات الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، وهي الحزمة الأحدث في سلسلة من حزم المساعدات بعشرات المليارات من الدولارات، التي تدفقت على أوكرانيا خلال الأشهر الماضية وقد حول هذا الجهد أوكرانيا إلى دولة مدججة بأسلحة متطورة وأحدث التقنيات.

وعلى المسار الموازي، بُذلت جهود حثيثة لحرمان روسيا من قدرتها على صنع أسلحة جديدة ومتقدمة، وهي العملية التي أقر المسئولون الأمريكيون في الربيع أنها ستستغرق شهورًا لتحقيق نتائج، مع اعتماد الجيش الروسيد بمخزوناته.

وفي بداية الحرب، عانت روسيا من خسائر فادحة وواجهت بعض الصعوبات في استخدام أسلحتها المتطورة، وقال مسئولون أمريكيون إن الجيش الروسي فشل في إصابة 60% من الأهداف التي قصفها بأسلحة دقيقة التوجيه، وحاليًا يستهلك ذخائره بكثافة، فيما تتوجه موسكو إلى إيران وكوريا الشمالية لشراء الأسلحة والذخائر التي لا تستطيع تعويضها بالتصنيع بسبب صعوبة الحصول على التقنيات اللازمة تحت حصار العقوبات.

وأجبرت العقوبات روسيا على الاعتماد على رقائق إلكترونية مهربة وحلول بدائية لصناعة وصيانة الأسلحة والذخيرة، واستيراد معدات رديئة المستوى (من الصين مثلا)، الأمر الذي أثر على كفاءة منظومات الأسلحة الروسية، وكشف "نقاط الاختناق" التي يمكن الضغط عليها لشل الصناعة الدفاعية الروسية.

ويُعد مدى مساعدة الصين لروسيا في جهودها الحربية موضوع تدقيق مكثف في واشنطن، وحذر بايدن الرئيس الصيني شي جين بينج في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا العام من تقديم المساعدة العسكرية لموسكو.

ومع ذلك، يقول نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو إن الصين لم تقدم لروسيا مساعدات عسكرية كبيرة أصلًا، ويوضح "لا تستطيع الصين أن تقدم لروسيا ما لا تملكه هي نفسها، والصين لا تنتج أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا، وإنما ينتجها حلفاؤنا وشركاؤنا. لذا فإن روسيا تبحث عن هذه الأشياء، والسبب في أنهم يستخدمون أجهزتهم الاستخباراتية والشركات التي تعمل كواجهة لأجهزة الاستخبارات لمحاولة الحصول على ما يحتاجون إليه هو أن البلدان التي قد يلجأون إليها بطبيعة الحال لا تملكه".