قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

انبطحوا واحتموا.. خصوم روسيا يتأهبون لهجوم نووي بهذه الخطط

انفجار نووي
انفجار نووي
×

مع تغير الوضع الميداني في الحرب الروسية الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، وإظهار القوات الأوكرانية كفاءة وتفوقا نسبيا على الأرض، باستعادة السيطرة على بعض المدن من القوات الروسية، سادت حالة من الترقب لدى الغرب لرد فعل انتقامي من روسيا، وثارت مخاوف من إمكانية استخدامها السلاح النووي.

خطط الوقاية من تهديد بوتين النووي

يتشارك المسئولون الغربيون وضع خطط محكمة لمنع اندلاع الفوضى والذعر في بلدانهم، خشية إقدام روسيا على استخدام القنابل النووية في أوكرانيا أو بالقرب منها، ورغم خطورة حدوث أزمة نووية، تقول مصادر مطلعة إن المسئولين يعيدون رسم خطط توفير الدعم في حالة الطوارئ، وطمأنة السكان الخائفين من التصعيد النووي.

وحسب ما أوضح تقرير لصحيفة الجرديان البريطانية، فقد ألمح أحد المسئولين الغربيين إلى ذلك أمس الجمعة، في جوابه على سؤال عما إذا كانت هناك إجراءات ستتخذ لمنع الذعر الشرائي، أو مغادرة السكان المدن لخوفهم من التصعيد النووي، وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الحكومات تفكر في السيناريوهات المحتملة، ولكن يظل أي استخدام للسلاح النووي من قبل روسيا مرفوض.

وكانت هناك استعدادات مماثلة للتعامل مع الطوارئ إبان الحرب الباردة، حيث كان يتم إصدار تعليمات وإطلاق حملات التوعية للأفراد، وتدريب طلبة المدارس على خطط النجاة من الخطر النووي، ومن أمثلة ذلك حملة "انبطح واحتمِ" في الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي، وخطة "الحماية والنجاة" في المملكة المتحدة، في أواخر السبعينيات، وخطة "هناك فرصة للجميع" في ألمانيا الغربية في بداية الستينيات.

وتعرضت تلك الحملات لنقد وسخرية كبيرين، بسبب ترويج مقترحيها لقدرتها على إنقاذ الناس حتى في صراع نووي شامل، في حين كان يجب التركيز على منع انتشار حالة من الذعر بينهم، من احتمال اندلاع تصعيد نووي خارج عن السيطرة، ويستهدف المدن الكبرى.

وقال كيت هدسون الأمين العام لحملة نزع السلاح النووي، إن هذه الخطط مستلهمة من حملة الحماية والإنقاذ التي أطلقتها الحكومة البريطانية في فترة الحرب الباردة، والتي تعرضت لإدانة واسعة لإعطائها انطباعا زائفا عن أنه يمكن النجاة من الهجوم النووي بطلاء النوافذ باللون الأبيض ونحو ذلك من الإجراءات غير الفعالة.

رد ضعيف.. هل يتهرب الغرب من مواجهة نووية مع روسيا؟

ومع تغير مجريات القتال على مختلف الجبهات في أوكرانيا لصالح الأخيرة منذ سبتمبر الماضي، صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستوى التهديد النووي، قائلا إنه سيستخدم جميع الوسائل المتاحة لحماية الأراضي الروسية، وعلق المسئول الغربي على هذه اللهجة التصعيدية بقوله إن حديث الرئيس الروسي عن السلاح النووي هو حديث غير مسئول بالمرة، حيث لم تذكره أي دولة أخرى، ولا أحد يرى الوضع كأزمة نووية.

وأضاف في تعقيب على رد الفعل الأمريكي واسع الصدى، أن أي استخدام للسلاح النووي سينهي وضعا مستقرا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وهو ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة لروسيا والجميع على حد سواء.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن روسيا ستواجه تبعات كارثية حال نشرها سلاحا نوويا تكتيكيا، يمكن أن تفوق قوته التفجيرية قنبلة هيروشيما بستة أو سبعة أضعاف.

ولا يريد الغرب الإفصاح عن ماهية رد فعله على مثل هذه الخطوة، محتفظا بحالة من الغموض المتعمد، فلم يصرح المسئول الغربي عما يمكن أن تفعله الدول النووية، لكن التوقعات تشير إلى أن رد الفعل المبدئي لن يكون نوويا، تجنبا لتصعيد واسع النطاق.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الاتجاه في تصريح له الخميس الماضي، قائلا إنه لن يرد بالمثل حال تعرضت أوكرانيا لضربة نووية روسية، حيث لن تتأثر المصالح الفرنسية المباشرة في المنطقة.

وقال جيرمي فليمنج رئيس هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية (وهي جهاز استخبارات مسئول عن التنصت الإلكتروني) في وقت مبكر من هذا الأسبوع، إنه لم يلحظ أي مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا أو بالقرب منها وفقا لمعلومات الهيئة، المكلفة مراقبة تحركات الجيش الروسي وما إذا كان يحاول تركيب رأس نووي على صاروخ تقليدي.

ويرى الخبراء بوجه عام أن بوتين يقوم بخدعة، محاولا إثارة المخاوف والقلق في الغرب، بهدف التيقن من عدم انخراط الولايات المتحدة والناتو في الحرب إلى جانب أوكرانيا.

تهديد بوتين النووي بين الجدية والتشكيك

واتخذ مسئولو البيت الأبيض نهجًا غامضًا بشكل موحد في الأيام الأخيرة عندما سئلوا عن رد محتمل على عدوان نووي من جانب روسيا، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن البيت الأبيض أوضح عواقب مثل هذا الإجراء، لكنه لن ينخرط في "سجالات خطابية".

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على لسان المتحدث باسمها باتريك رايدر أن الحكومة تحتفظ "بمجموعة كاملة من القدرات والعمليات التي أثبتت جدواها لمواجهة أي تهديدات محتملة من هذا النوع. يستمر تركيزنا على دعم أوكرانيا في قتالها والعمل عن كثب مع حلفائنا وشركائنا فيما يتعلق بموقف القوة الروسية"، مضيفا أن مسئولي الدفاع لم يروا أي تغيير كبير أو تحرك من جانب روسيا لرفع درجة استعداد قواتها النووية بأي شكل من الأشكال.

وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى تجنب الإقدام على رد فعل يمكن أن يزيد من خطر نشوب حرب نووية، يعتقد البعض أنه لا يزال من غير المحتمل أن يتخذ بوتين مثل هذه الإجراءات المتهورة في أي وقت قريب.