في ظل استمرار السياسة التشددية التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة، يظل الدولار هو المستفيد الأكبر من بين جميع العملات والأصول المختلفة، وبالتالي من المرجح أن يشهد قممًا جديدة الفترة المقبلة تطيح بالأصول الأخرى وسيشهد الفترة المقبلة ارتفاع جنوني للدولار والسبب يرجع لرفع الفائدة.
وفي هذا الإطار، أشار بنك الاستثمار الأمريكي "سيتي بنك" في مذكرة أمس الجمعة إلى أن الدولار الأمريكي لا زال أمامه المزيد من الصعود وأنه لم يصل لذروته بعد في ظل استمرار سياسة رفع الفائدة.
ويرى سيتي بنك أنه من المرجح أن يستمر الدولار الأمريكي بالارتفاع حتى ينتهي التباطؤ الحالي في الاقتصاد العالمي ويبدأ النمو في التسارع مرة أخرى، وحينها سيكون الدولار الأمريكي قد وصل إلى ذروته.
وأضاف سيتي بنك أنه حتى ذلك الحين، فسوف يظل الدولار الأمريكي هو الملاذ الأكثر أمانا للمستثمرين، خاصة أنه يوفر عائدا أكبر من نظرائه العالمية من العملات الرئيسية الأخرى.
وأكد البنك أنه إذا ما قرر الفيدرالي الأمريكي إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة قد لا يكون ذلك كافيا لإقناع غالبية المستثمرين ببيع الدولار الأمريكي.
ولكن من المحتمل أن يصل الدولار الأمريكي لذروته فقط عندما يبدأ الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة ويصل النمو العالمي خارج الولايات المتحدة إلى مستويات متدنية للغاية، وفقًا للبنك.
وقال محللو البنك في وقت سابق: "بالنسبة لنا، يوفر اتجاه الدولار إشارة أكثر وضوحا لحالة نمو الأسهم العالمية".
ومن المثير للاهتمام أنهم يضيفون أنه إذا كان الدولار سيعكس اتجاهه من هنا، فلن يعوض إس آند بي 500 الأضرار التي لحقت به.
وأكدوا أيضًا: "عادة ما تكون ارتباطات الدولار مع الأسهم سلبية ما لم يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها بؤرة مخاوف النمو العالمي (أي بداية الأزمة المالية)."
ويرى المحللون أنه في حالة أظهرت إشارات صعود الدولار ثقة أقل في الاقتصاد الكلي، فإن أسهم النمو ستتفوق على أسهم القيمة.
عاجل: النفط يتقلب بعنف وما زال متأثرًا بقرار أوبك+.. حرب كلامية بين واشنطن والرياض
ركود مؤلم.. شروط تعجيزية
قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان (NYSE:JPM)"، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما لا يستطيع تهدئة الاقتصاد المحتدم والسيطرة على التضخم دون إحداث ركود.
أفاد ديمون في مؤتمر صناعي عُقد في واشنطن يوم الخميس: "لا أعلم ما إذا كان يمكن أن يشهد الاقتصاد الأميركي هبوطاً سلسلاً، لا أعتقد ذلك". مضيفاً أن البدائل ستكون ركوداً معتدلاً أو مؤلمًا. وتابع: "في فترات الركود الصعبة، يمكنك أن تتوقَّع انخفاض السوق بنسبة 20% إلى 30% أخرى".
مع ذلك، قال ديمون إن لديه "إيماناً تاماً وثقة" في رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وإن الركود التضخمي أسوأ بكثير من معظم النتائج المحتملة الأخرى، حيث يعمل الاحتياطي الفيدرالي على تهدئة ضغوط الأسعار.
عاجل: الذهب ينحني أمام قوة الدولار.. فقد مكاسبه الصباحية ويتجه لخسارة أسبوعية
وفي وقت سابق بعد وصوله ذروة الـ 20 عامًا، تراجع أداء الدولار الأميركي مطلع وسط تزايد آمال المستثمرين بأن يتحول الاحتياطي الفيدرالي عن سياسة التشديد النقدي.
ومع ذلك يتوقع محللو بنك UBS عكس ذلك، إذ يرون أن الفيدرالي سيواصل رفع الفائدة بوتيرة كبيرة، والتي بدورها تعزز قوة الدولار إذ تجذب العوائد المرتفعة المستثمرين الأجانب.
وفي مذكرة قال محللو UBS: نعتقد أنه من المبكر للغاية أن نتوقع أن الفيدرالي وصل إلى الذروة في مسألة التشديد النقدي، أو أن الدولار وصل إلى ذروة ارتفاعه.
وشدد محللو UBS على أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بما في ذلك جيروم باول شددوا على أن وظيفة الاحتياطي الفيدرالي الحالية والمتمثلة في خفض التضخم لم تنتهي.
كما يرى محللي البنك أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية سيؤدي إلى مزيد من الارتفاع للدولار في الوقت الذي يضغط فيه على اليورو.
وتابعت المذكرة انه من المرجح أن تظل حالة عدم اليقين العالمية مرتفعة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، إذ يمثل الصراع رياحاً معاكسة خاصة لليورو.