EN 
لا تخلو أي محافظة من محافظات جمهورية مصر العربية، من منطقة تُسمى القيصرية، واليوم نقص عليكم قصة منطقة القيصرية بمحافظة سوهاج، أقصى جنوب صعيد مصر، والتي تشتهر بالتجارة بمختلف أنواعها (الملابس- الأجهزة الكهربائية- الأدوات المنزلية- والحرف اليدوية- والمهن الحرة).
بائعة متجولون، ومحال تجارية لبيع المستلزمات المنزلية والأجهزة الكهربائية والملابس وغيرها، ومحال أخرى لبيع المأكولات كمطاعم الأسماك والملوحة، وباكيات صغيرة لبيع الأحذية وأخرى للحرف اليدوية القديمة، كل ذلك وأكثر بمنطقة القيصرية التي تتوسط ميدان العارف بالله غرب المحافظة، وتمتد حتى شارع الحلقة بمنطقة الشهيد.
منطقة القيصرية عروس التجارة بسوهاج
"المنطقة دي من يجي 60 سنة كانت كلها محلات سمكرة وكان كلها أصحاب حرف يدوية ومحلات الخرزان"، بهذه الكلمات بدأ العم جمال الملهلب، أقدم سمكري بمنطقة القيصرية، حديثه مع موقع صدى البلد، موضحًا أن له أكثر من 60 عامًا بهذا المحل الذي يتوسط منطقة القيصرية والذي ورثه عن والده.
وأكد "الملهلب" أن المنطقة قديمًا كانت تشتهر بالحرف اليدوية، وصناعة الأواني والفخار والسجاد وغيرها من الأعمال اليدوية الشاقة أيام الزمن الجميل، مُشيرًا إلى أن تطور المنطقة حاليًا جاء بعد أن ورث الجيل الجديد المحال التجارية بالمنطقة، وكل منهم يعمل بما يريد ويراه يجلب المال.
واستكمل حديثه قائلاً:" أنا ورثت عن ابويا مهنة السمكرى والمحل ده وفضلت فاتحه زي ما سابه الحاج الله يرحمه بالظبط لكن جيل النهاردة وامبارح وأول.. لما ورثوا ورثوا المكان بس لكن مورثوش المهن ولا حرف أهاليهم".
"فتحوا المحلات ملابس ومطاعم وأجهزة واشتهرت القيصرية ببيع كل ما تشتهيه العروس من ملبس وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية.. عشان كده الستات تيجي ببناتها من قرى ونجوع المحافظة عشان يتجهزوا من هنا وبأسعار حلوه إلى حد ما".
تاجر خرزان بالقيصرية: عاصرت تطور المكان على مدار 80 سنة
وعلى هذا النحو يُكمل لنا الحاج السبعيني عبدالرؤوف محمد خلف، أحد تُجار الشوم والعصا والخرزان بـ"القيصرية"، قصة المنطقة القديمة :" انا جيت المنطقة دي مع ابويا وانا صبي في عز شبابي.. كنت اروح الجيش وأرجع أقف مكان ابويا واريحه شوية.. ورثت ولادي المكان والتجارة واهو عاصرنا كل تطورات القيصرية من أيام ما كانت زرع وبيوت وكام محل على كام ورشة لحد ما بقيت عروس التجارة في سوهاج".
هكذا أوضح الحاج عبدالرؤوف محمد، أن منطقة القيصرية كانت منذ أكثر من مائة عام، عبارة عن أرضٍ زراعية يتخللها بعض المنازل، يتوسطها عدة محلات تجارية وورش حرف يدوية وصناعية، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تجارة ملابس واكسسوارات وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية وغيرها من احتياجات المنازل والأشخاص.
وأشار إلى أن المواطن السوهاجي عندما تخطوا قدماه نحو منطقة القيصرية، فهو يرغب في تلبية جميع احتياجاته ؛ لأنه يعلم أن كل ما يُريد شراءه سيجده بالمنطقة من ملابس واكسسوارات منزل وأجهزة وغيره.
وريث محل ملابس بالقيصرية: المنطقة مشهورة وليها ناسها
كما إلتقى موقع صدى البلد، بشاب عشريني يُدعى أحمد السيد، وريث أحد محلات الملابس بـ"القيصرية" منذ 10 سنوات، وتحدث لنا عن مدى أهمية المنطقة لدى المواطن السوهاجي، وما تكتسبه من شهرة كبيرة بين أهالي قرى ونجوع سوهاج، وجاء في حديثه الأتي:
"كل أنواع التجارة بتصب في القيصرية.. هتنزل القيصرية هتلاقي كل اللي انتا عاوزه عشان كده تلاقي الفلاح والموظف والطالب والعروسة وأهلها نازلين على المنطقة هنا على طول توفيرًا لوقتهم ومجهودهم.. انا نزلت المحل مع والدي من 15 سنة وبعد ما ربنا افتكره محبتش اقفل المحل ولا تنازلت عنه ولا غيرت المجال.. المنطقة هنا ليها شهرتها التجارية ومعروفة بين الناس".
منطقة يأتي إليها الزوار لزيارة مسجد العارف بالله والتقرب إلى الله بعادات وتقاليد توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، كما يأتي إليها مختلف فئات المجتمع السوهاجي لشراء المنتجات المُختلفة بأسعار مناسبة لما يشهده الوضع الاقتصادي الحالي، هكذا "القيصرية".
