قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، الذي يسعى للاستحواذ على "تويتر"، يكثف من تحركاته ومبادراته في مسعى لحل الحروب والنزاعات، من أوكرانيا إلى تايوان، رغبة منه في لعب دور المنقذ.
وحذرت الصحيفة الفرنسية من أن هذا الدور قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بشكل خطير.
واعتبرت “لوفيجارو” أن الرجل الأغنى في العالم، والحاصل على الجنسية الأمريكية، يبدو أنه يريد أن يلعب دور الدبلوماسيين، مشيرة إلى تغريدة نشرها ماسك على "تويتر" قبل أيام، اقترح فيها خطة سلام تستند إلى تقرير مصير المناطق الأربع التي ضمتها روسيا، واعتراف كييف بضم شبه جزيرة القرم، وحياد أوكرانيا.
وأشارت إلى أن السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، رد بشكل كاسح على ماسك، قائلا: "اللعنة عليك، هذا هو ردي الدبلوماسي".
وقال ماسك، الذي وصفه التقرير بأنه "غريب الأطوار"، في مبادرته: "يجب أن تقرر إرادة سكان دونباس وشبه جزيرة القرم ما إذا كانوا جزءا من روسيا أو أوكرانيا: نعم أم لا؟".
وأشارت "لوفيجارو" إلى أن ماسك كان يحظى بثقة الحكومة الأوكرانية التي قدم لها نظام "ستارلينك" منذ الأيام الأولى للصراع؛ ما أتاح للجيش الأوكراني الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في مناطق الصراع، لكن بعد التغريدات التي تداخلت مع ردود للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسببت الإخفاقات في عمل "ستارلينك" في عواقب كارثية للقوات الأوكرانية.
وأوضحت أنه "تم الاشتباه على الفور في قيام ماسك بقطع الاتصالات العسكرية عمدا لإلحاق الضرر بأوكرانيا"، لكن يانيك هاريل، الخبير في الإستراتيجية الإلكترونية الروسية، اعتبر أن الأمر غير مرجح كثيرا"، موضحا أن "ماسك غريب الأطوار، لكنه بالتأكيد ليس غبيا، إذ لم يسلم الجيش الأوكراني معدات بقيمة عشرات الملايين من الدولارات لتعريضهم للخطر بعد اشتباك بسيط على الشبكات الاجتماعية".
وتزعم وسائل الإعلام أن ماسك كان قد تحادث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يقترح خطته للسلام، وأن رئيس الكرملين أخبره أنه سيحقق أهدافه مهما كان الأمر، حتى لو كان ذلك يعني استخدام الأسلحة النووية، وهو ما سارع ماسك إلى نفيه عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "هذا ليس صحيحا، لقد تحادثت مع بوتين مرة واحدة فقط، وكان ذلك قبل 18 شهرا".
ويعلق المحلل أوليفييه لاسكار أن "هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن رجل الأعمال يريد أن يلعب دور المنقذ. ماسك قد يكون مصابا بجنون العظمة، لكن صدقه حقيقي، وهو يعتقد بصدق أنه يستطيع استخدام نفوذه لصالح البشرية”.