كشف المستشار الألماني، أولاف شولتز، اليوم الثلاثاء، عن رغبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تقسيم أوروبا والمجتمع الألماني؛ مشددا: "لكننا لن نسمح بذلك".
وأكد شولتز أن بلاده قادرة على اجتياز الشتاء إذا استمر المواطنون والشركات وصناع السياسات في التكيف مع وضع الطاقة المتغير في البلاد.
وقال، في مؤتمر هندسي اليوم الثلاثاء: "يسعدني أن أقول لكم اليوم: إذا واصلنا التكيف مع الوضع المتغير - المواطنون والشركات والسياسيون - فسنصل بأمان خلال هذا الشتاء".
وأضاف شولتز أن ألمانيا على وشك أن تكون منشآت تخزين الغاز ممتلئة بنسبة 95٪، مشيرا إلى أنه ليس من المتوقع التزام روسيا بتوصيل الغاز بانتظام في المستقبل المنظور.
وأوضح المستشار الألماني أنه لا يمكن الانفصال عن الصين أو الابتعاد عنها لأن برلين بحاجة لتنويع الاقتصاد، لكنه شدد على أهمية التعامل بحكمة سياسية مع بكين.
وأعرب شولتز عن دعمه خطط المفوضية الأوروبية لبناء شراكات جديدة في المناطق ذات الأهمية التنموية مثل تشيلي والمكسيك.
جدير بالذكر أن أوروبا بحاجة ماسة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، والصلاة من أجل شتاء معتدل وخفض الطلب على الطاقة لأن أي تخريب للبنية التحتية أو حتى تخفيضات أعمق للإمدادات الروسية سيجعل تقنين الطاقة أو انقطاع التيار الكهربائي أمرا لا مفر منه.
وخفضت روسيا تدريجيا تدفقات الغاز عبر نورد ستريم وأيضا عبر طرق أخرى بعد العقوبات الغربية ردا على حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير، وتوقف الغاز عبر نورد ستريم تماما في سبتمبر.
ويقدر المحللون عجز الغاز بنحو 15٪ من متوسط الطلب الأوروبي في الشتاء، مما يعني أنه يتعين على القارة خفض الاستهلاك لتجاوز ذروة الطلب على التدفئة.
وألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا وأحد أكبر مستوردي الغاز الروسي في القارة، هي الأكثر عرضة لاضطراب الإمدادات وتنشط بشكل خاص في وضع خطط لإيواء صناعاتها ومستهلكيها. وتحطم أي أمل في استئناف شبكة نورد ستريم للشحنات إلى ألمانيا الشهر الماضي بسبب التخريب المشتبه به.
وقالت الدول الأوروبية إنها تعمل على زيادة أمن البنية التحتية الحيوية بعد أن دمرت الانفجارات نورد ستريم 1 وأيضا نورد ستريم 2 ، الذي لم يعمل أبدا، ولكنه كان مليئا بالغاز.
وقد يتفاقم انقطاع التيار الكهربائي إذا نفذت موسكو تهديدها بفرض عقوبات على شركة الطاقة الأوكرانية نفتوجاز، وإغلاق أحد طرق الغاز الروسية العاملة إلى أوروبا.