عديدة هى المشاهد التى تجسد روح التسامح والإخاء التى لا يمكن أن تراها في أى مكان فى العالم مثلما يجسدها المصريون، ففى أقصى صعيد مصر وتحديدا في محافظة قنا تجد المصريون مسيحيين ومسلمين يشاركون في أروع مشاهد الوحدة الوطنية، بالاحتفال بذكرى مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ولم لا وهم كانوا يحتفلون سويا قبل ساعات بذكرى نصر أكتوبر العظيمة التى شارك في نصرها المسلميين والأقباط ورووا بدمائهم الزكية أرض الوطن لتحريرها من أجل أن تزهو الأجيال القادمة مرفوعة الرأس.
مسلمين وأقباط يوزعون الحلوى احتفالا بالمولد
عبر أهالى مدينة نقادة بمحافظة قنا، مسلمين ومسيحيين، عن حبهم وتقديرهم للنبى عليه السلام، بإلقاء كميات كبيرة من قطع الحلوى والشيكولاته، على المشاركين فى مسيرة الاحتفال بالمولد النبوى، التى انطلقت على مدى ساعتين بشوارع مدينة نقادة جنوب قنا.
وتوقف المشاركون فى المسيرة، أمام بعض المنازل والمناطق، التى اعتادت تجهيز كميات كبيرة من الحلوي، لتوزيعها على المشاركين فى الاحتفال بالمولد النبوى.
مسيحيو نقادة يجهزون علب حلويات
كما اعتاد مسيحيو مدينة نقادة، تجهيز علب حلويات وشيكولاته، لتوزيعها على المشاركين، خلال مرورهم أمام منازلهم، لمشاركة اخوانهم المسلمين فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة، ما يجعل مشاركتهم تحظى بتقدير واحترام الجميع.
جدير بالذكر أن مدينة نقاده الواقعة جنوب قنا ، تحتفل كل عام على مدار ١٢ يومًا بذكرى المولد النبوي الشريف، لكنها تقلصت إلى أسبوع واحد فى الأعوام الأخيرة، تتنافس فيها العائلات لاستضافة أشهر القراء و المداحين، لاحياء الليالى القرآنية التى ينظمونها، وتنتهى الليالى بالاحتفالية التى يطلق عليها الأهالى "الدورة".
وتستمر الدورة لأكثر من ٣ ساعات متواصلة، يجوب فيها المشاركين شوارع وميادين نقادة، بمشاركة من معظم عائلات وقرى مركز نقادة، التى تتنافس لتجهيز مسيرات صغيرة تنضم فى النهاية للمسيرة الكبيرة.
تجسيد رحلة الهجرة النبوية
تقدم المسيرة مئات الشباب حاملين الشوم والعصى و الجريد الأخضر، وسط الخيول و الجمال التى تحمل تابوت رمزى، يجسد رحلة الهجرة المباركة للرسول عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ردد المشاركون فى الإحتفالية مدائح نبوية، و هتافات فى حب النبى ، أبرزها" حبيبى يا رسول الله"، الله أكبر"، " إلا رسول الله" تضامناً مع رسول الله ضد الإساءة التى تحدث مع حلول ذكرى المولد النبوى الشريف.
شهدت المسيرة تفاعل كبير من قبل الأهالى بالزغاريد و إلقاء الحلويات، كباراً و صغاراً، رجالاً ونساءًا، وسط تواجد أمنى لتأمين المشاركين فى المسيرة التى استمرت لأكثر من ٣ ساعات متواصلة.