عادات كثيرة اشتهرت بها محافظة قنا ، خلال الأفراح و المناسبات المختلفة، لكن الكثير من العادات، تلاشى و اندثر مع التطور و المدنية التى قضت على الكثير من العادات الشعبية، من ضمنها الحناء أو " الحنة" كما يطلق عليها الأهالى فى صعيد مصر.
ليلة الحنة، لم تعد كما كانت من قبل، و إن كانت طقوسها الرئيسة لم تختلف عن الماضى، فالشباب بما لديهم من أفكار جديدة، أضافوا عليها لمسات شبابية فى الفترة الأخيرة، تتماشى مع ميلهم إلى الفرح و الهزار.
حفلة الحناء التى تستهدف صبغ جسد العريس من أعلى رأسه حتى أصابع قدمه، على مرأى و مسمع من الحاضرين، سرعان ما تتحول إلى حفلة صاخبة، ينال خلال كل الحاضرين نصيبهم من الحناء التى تلطخ ملابسهم و أجسادهم.
رغم ما تتركه الحناء من آثار على وجوه و ملابس الحضور، والتى تستلزم الاستحمام و ارتداء ملابس غيرها ، إلا أنها لا تسبب أى سخط بين المشاركين، ويتلقى الجميع كميات الحناء المتناثرة بصدر رحب.
قال علاء عبدالقادر" مدرس"، طقس الحناء ضمن طقوس كثيرة يتم تنفيذها قبل ليلة الزفاف، لكنها تكاد تكون الأكثر شهرة و أهمية، لأنها تتم بطريقة بسيطة، وبالمشاركة بين الأهل والأصدقاء المقربين، لإدخال البهجة والسرور على العريس فى هذه الأيام، كما أن الحناء سنة عن النبى عليه الصلاة و السلام، و نحضر مادة الحناء من محافظة أسوان خصيصاً لهذا اليوم، لأن المادة التى تباع فى أسوان تختلف عن أى مكان آخر.
و تابع عبدالقادر، قبل يوم من زفافى يتولى أهلى و أصدقائى المقربين، عمل طقس الحناء، والتى تتم بشكل منظم فى البداية، وتنتهى بشكل مختلف، حيث يتبادل الشباب المشاركين قذف كميات من الحناء على بعضهم البعض، لإضفاء نوع من المرح بين المتواجدين، وبعدها انتهاء طقس الحناء، يذهب الجميع لتغيير ملابسهم والاغتسال من كميات الحناء التى لطخت ثيابهم.
و أضاف وائل محمد" طقس الحناء من الطقوس التى نستعد لها مبكراً، فبعد تجهزيها من قبل السيدات ، يتم إحضارها فى إناء كبير، ويتولى أحد الحاضرين و غالباً من أقارب العريس، وضع الحناء على جسد العريس بشكل معين، وبعد الانتهاء من وضع الحناء على جسد العريس بالكامل، يتقاذف الشباب كميات الحناء، فى مشهد يبعث البهجة والفرح للجميع دون تصنع، كل ذلك دون إحداث أى ضرر لأحد ودون أن نتسبب فى خدش حياء أحد.
و أشار محمد، إلى أن طقس الحناء من العادات التى لها جذور قديمة، نسعى للحفاظ عليها، كونها جزء من التراث الشعبى الذى تزخر به محافظة قنا، وقرية حجازة تحديداً التى تتمسك بعادات كثيرة توارثتها عن الأجداد.
و أوضح حسن محمد حسن، خلال طقس الحناء كل شخص يتولى مهمة معينة، بغض النظر عن وجود خبرة سابقة من عدمه، بعكس الفترة الماضية، التى كان يتولى شخص محدد هذه المهمة، فالجميع يشارك فى وضع الحناء على جسد العريس بشكل تلقائى، مع مراعاة البدء باليمين كسنة نبوية وعدم وضع الحناء على العين.