قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

رسائل كيم جونج أون بعيدة المدى.. لماذا تجري كوريا الشمالية اختبارات صاروخية أكثر من أي وقت مضى؟

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون
×

اختبرت كوريا الشمالية أكثر من 30 صاروخًا باليستيًا بأمدية مختلفة هذا العام، بينهم 6 تجارب أجرتها خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما، وهو معدل كثيف بشكل غير مسبوق، حتى بالنسبة لعام 2011 الذي تولى خلاله زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون السلطة، وكذلك عام 2017 الذي شهد ذروة التجارب الصاروخية الكورية الشمالية بإطلاق 23 صاروخًا وإجراء تجربة نووية.

وبحسب قناة "سي إن إن"، يراقب زعماء العالم الآن مؤشرات على تصعيد إضافي مثل تجربة نووية محتملة، والتي ستكون الأولى من نوعها في كوريا الشمالية منذ ما يقرب من خمس سنوات، وهي خطوة من شأنها أن تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لأزمة سياسية خارجية محتملة جديدة.

لماذا تكثف كوريا الشمالية اختباراتها الصاروخية؟

يقول خبراء إن هناك بعض الأسباب التي تدفع كوريا الشمالية إلى تكثيف اختباراتها الصاروخية بهذه السرعة الآن، فأولاً قد يكون هذا هو الوقت المناسب ببساطة بعد أحداث السنوات القليلة الماضية، مع إعلان كيم جونج أون انتصاره على فيروس كورونا في أغسطس، ووجود إدارة أمريكية جديدة تركز على إظهار الوحدة مع كوريا الجنوبية.

وقال أندريه، لانكوف الأستاذ بجامعة كوكمين في كوريا الجنوبية، "لم يتمكن الكوريون الشماليون من إجراء اختبارات كافية لعدة سنوات بسبب الاعتبارات السياسية، لذلك أتوقع أن يكون المهندسون والجنرالات الكوريون الشماليون حريصين جدًا على التأكد من أن ألعابهم ستعمل بشكل جيد"، بينما قال جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إنه من الطبيعي أيضًا أن توقف كوريا الشمالية الاختبار مؤقتًا خلال الصيف العاصف وتستأنفها بمجرد تحسن الطقس في الخريف.

لكن الخبراء يرون كذلك أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون ربما يريد أيضًا إرسال رسالة من خلال عرض ترسانة كوريا الشمالية عن عمد خلال فترة التوتر العالمي والصراع الدولي المتصاعدان بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، وقال لانكوف "إنهم يريدون تذكير العالم بأنه لا ينبغي تجاهلهم، وأنهم موجودون ويعمل مهندسوهم على مدار الساعة لتطوير أسلحة نووية وأنظمة إطلاق".

وأضاف لانكوف أن الغزو الروسي لأوكرانيا ربما يكون قد عزز ثقة كيم، حيث "أظهر أنه إذا كانت لديك أسلحة نووية، فيمكن أن تفلت من العقاب تقريبًا، وإذا لم تكن لديك أسلحة نووية فأنت في ورطة".

وأيد كارل شوستر، المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع لقيادة المحيط الهادئ الأمريكية في هاواي، وجهة النظر تلك قائلًا "كيم يطلق صواريخ لجذب الانتباه إلى نفسه، ولكن ليس ذلك فحسب وإنما أيضًا لممارسة الضغط على اليابان والولايات المتحدة للتفاوض معه"، موضحًا أن كوريا الشمالية ربما تشعر أيضًا بالجرأة على التحرك الآن بينما ينشغل الغرب بالحرب في أوكرانيا.

وأضاف شوستر "بدأت تجارب الصواريخ في يناير، وهو الوقت الذي بدأنا فيه نرى ما كان يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحضير لاجتياح أوكرانيا. كيم جونج أون يفعل ما يعتقد أنه يمكن أن يفلت منه، وهو لا يتوقع أي نوع من رد الفعل القوي من الولايات المتحدة"

كيم جونج أون وحسابات السياسة النووية

قاد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون برنامج تطوير أسلحة أكثر تقدمًا وعدوانية بكثير من برامج عهد والده وجده، الزعيمين السابقين لكوريا الشمالية، ويقول الخبراء إن البرنامج النووي للبلاد يقع في صميم طموحات كيم.

وفي سبتمبر الماضي، أقرت كوريا الشمالية قانونًا تعلن نفسها بموجبه دولة تمتلك أسلحة نووية، حيث تعهد كيم جونج أون بـ "عدم التخلي أبدًا" عن الأسلحة النووية.

وقال يانج مو جين، الأستاذ بجامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول، إن القانون أظهر أيضا آمال كوريا الشمالية في تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، وهو ما أوضحه شوستر بقوله إنه بعد معارضة الصين وروسيا الصريحة للعقوبات الجديدة ضد كوريا الشمالية، "يعرف كيم أنه يحظى بدعمهما".

وأضاف شوستر أن اختبار الأسلحة يخدم غرضًا مزدوجًا لدى زعيم كوريا الشمالية، إذ بجانب رسائله إلى للمجتمع الدولي، فإنه يعزز أيضًا صورته محليًا ويعزز قوة نظامه، موضحًا أن "كيم يشعر بالقلق من الأشخاص الذين يخضعون له بقدر قلقه بشأن تغيير النظام من الخارج، ومن خلال الاختبارات يقول كيم لكبار مسؤوليه ’يمكننا التعامل مع أي تهديد يفرضه للغرب والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية‘".

يد كيم الطويلة.. سر تجارب كوريا الشمالية النووية

يعتقد المسئولون الأمريكيون أن التجارب الصاروخية والنووية تخدم غرضًا عمليًا يتجاوز مجرد إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهو تحسين قدرات كوريا الشمالية بينما تعمل نحو الهدف النهائي المتمثل في التوصل إلى صاروخ ذي رأس نووية يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة. كما أن اختبار أسلحة أقوى من أي وقت مضى؛ يعزز مكانة كيم جونج أون داخل كوريا الشمالية.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي "ما يهمنا هو كل ما يحدث في عمليات الإطلاق هذه، إلى أي مدى يذهبون وما إذا كانوا ينجحون أم فشلوا، إنهم يتعلمون، وهم قادرون على تحسين قدراتهم الصاروخية البالستية مع كل عملية إطلاق لاحقة، وهذا مصدر قلق لنا".

ومع ذلك، فإن التحديد الدقيق للسبب الذي يجعل كوريا الشمالية تختبر الصواريخ في أي لحظة معينة قد أثبت أنه يمثل تحديًا دائمًا للإدارات الأمريكية منذ عقود.

وبالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه في مجال الأمن القومي، فإن فك شفرة نوايا كوريا الشمالية مع تسريعها اختبار أسلحتها؛ يعد مهمة صعبة، ويعترف مسئولو الإدارة الأمريكية بصراحة بأن الجهود السابقة لتحديد الدافع وراء تصرفات بيونج يانج، قد ثبت في وقت لاحق أنها كانت خاطئة.