كشف تقرير استخباراتي أمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه في الوقت الراهن حملة معارضة داخل دائرته المقربة في قصر الكرملين بسبب أخطاء في العملية العسكرية داخل أوكرانيا.
وبحسب التقرير الذي أبرزته صحيفة "ديلي ميل" البريطاية، فإن أحد المقربين من بوتين اشتكى من "سوء إدارة الحرب" و"أخطاء" ترتكب من جانب المسؤولين عن العملية العسكرية في أوكرانيا وذلك بعد وقت قصير من إعلان بوتين التعبئة الجزئية للجيش الروسي
وقالت "ديلي ميل" إن هذا التقرير هو أحد إشارة على وجود سخط بين النخبة الروسية و داخل الكرملين على بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا مشيرةً إلى أنها أول دليل مباشر على أن بوتين أصبح على علم بوجود هذا السخط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك رؤساء شركات مقربين من النخبة السياسية الروسية علقوا على هذا الأمر بالقول إن هذا السخط يعتبر بمثابة "القشة التي سوف تقصم ظهر البعير"، محذرين من حدوث تصدعًا كبيرًا داخل الكرملين إذا استمرت كفة الحرب في الرجحان لصالح أوكرانيا.
.
وكان بوتين أعلن في وقت سابق أنه هناك "أخطاء" في العملية العسكرية الروسية داخل أوكرانيا مطالبًا بتصحيحها؛ فقد كان المرسوم الذي يعلن التعبئة الجزئية، الذي وقعه بوتين في 21 سبتمبر، ينص على استدعاء جنود الاحتياط ذوي الخبرة العسكرية السابقة والرجال ذوي الخبرة المهنية التي يتطلبها الجيش.
وذكرت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية أن المعلقين في التلفزيون الرسمي الروسي انتقدوا هذه العملية التي أدت إلى نزوح جماعي للمواطنين الفارين من البلاد، واحتجاجات في عدة أجزاء من روسيا، خاصة في داغستان والشرق الأقصى الروسي.
وقال الرئيس الروسي أنذاك "في سياق هذه التعبئة تثار تساؤلات كثيرة ومن الضروري تصحيح كل الأخطاء ومنع حدوثها في المستقبل بالنسبة للمواطنين الذين يحتاجون إلى إعفاء".
بوتين اختار التصعيد
في السياق ذاته، كشفت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن بوتين اختار التصعيد مع التعبئة الأخيرة والتلويح بالتهديد النووي، وهو الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يحذر من "حرب نهاية العالم"، مشيرةً إلى أن الحرب لم تضعف بوتين سياسيا مع ما أحدثته من توترات لأنه هو من يشكل نقطة التوازن بين المترددين والأكثر قومية، مضيفة و"لكن الوضع يمكن أن يتغير إذا استمرت هذه الأخطاء".
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن استقالة بوتين خيار أكثر جدية من غيره، لأنه يمكن أن تكون وسيلة لاستبعاد سيناريوهات الإقالة والانقلاب، وستسمح لبوتين بترك السلطة بهدوء مع حصانة مدى الحياة رغم أنه لا يبدو في عجلة من أمره للتخلي عنها بعد 20 عاما من الحكم.
وأشار خبراء إلى صعوبة تحديد خليفة بوتين في حال الاستقالة رغم تداول بعض الأسماء، كما يشير دوبين إلى أن بوتين قد لا يترشح مرة أخرى عام 2024.