تشهد السماء الآن ظاهرة فلكية جديدة، حين يصل كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية الليلة الى أقصى استطالة له، فى ظاهرة انتظرها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال للرصد والتصوير إذا سمحت لهم الفرصة وتوافرت لديهم المعدات والظروف المناخية والجغرافية الملائمة.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية رئيس قسم الفلك السابق، انه يصل كوكب عطارد اليوم إلى أقصى استطالة له تبلغ 18 درجة من الشمس .
واشار الدكتور تادرس، أن كوكب عطارد يرى في سماء مصر حيث الشرقية سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق في سماء الصباح الباكر قبل شروق الشمس مباشرة، وأن هذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره، ويمكن رؤيته باتجاة الشرق الساعة 4:40 صباحا قبل ان يشتد الشفق الصباحي إلى أن يختفي مع شروق الشمس.
استطالة الكواكب
واوضح رئيس قسم الفلك السابق، مفهوم الاستطالة فقال أنها هي الزاوية الظاهرية بين الشمس وأحد الكواكب الداخلية (عطارد أو الزهرة) عندما تقاس من الارض، وتكون استطالة كوكب الزهرة أكبر من كوكب عطارد ، لذلك يُرى كوكب الزهرة بطريقة أسهل ولفترة أطول من كوكب عطارد .
والفت أستاذ الفلك وانه يمكن مشاهدة هذه الظاهرة الفلكية التي يترقبها هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال ، ولكن يشترط صفاء السماء وخلوها من الغيوم والسحب وبخار الماء .
كوكب عطارد
يعد كوكب عطارد أصغر كوكب من الكواكب الثمانية الموجودة في المجموعة الشمسية، حيث إن قطره يبلغ حوالي 4880 كيلومتر فحسب، كما أنه يعد أقرب الكواكب إلى الشمس، إذ يكمل دورته حولها في 87.969 يوماً فقط، وحرارة سطحه مرتفعة جداً.
وكوكب عطارد من آلهة الرومان، والأسرع بينهم، حيث لوحظ قبل 5000 عام في العصور السومرية، وقد اعتقد اليونانيون أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم أبولو عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس، وهيرمس في المساء بعد غروب الشمس.
سمّى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حولها).