صعدت بولندا مؤخرًا حملتها السياسية والدعائية ضد روسيا، استمرارًا لموقف متشدد اختارته وارسو تجاه موسكو منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، وحتى من قبلها.
واستدعت وزارة الخارجية البولندية السفير الروسي سيرجي أندرييف، في وقت سابق هذا الأسبوع، للإعراب عن احتجاج بولندا على ضم الجمهوريتين الواقعتين في دونباس وكذلك منطقتي زابوريجيا وخيرسون لروسيا.
وقال مارسين برزيداتش نائب وزير الخارجية البولندي لقناة "تي في إن 24" البولندية المحلية "في الوقت الحالي، جرى تجميد العلاقات مع روسيا ولا توجد اتصالات دبلوماسية باستثناء الاجتماعات التي أقوم أنا أو وزير الخارجية باستدعاء السفير أندرييف إليها".
ووسط انتشار مخاوف من اندلاع حرب نووية، صرّح الرئيس البولندي أندريه دودا في حديث لصحيفة "جازيتا بولسكا" بأن نشر الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيه أصبح احتمالًا واردًا. واعتبر عدم وجود أسلحة نووية في بلاده مشكلة، وإن أوضح أن امتلاك مثل هذه الأنواع ليس تحت تصرفه في المستقبل القريب.
وأضاف دودا أن بولندا يمكن أن تشارك في برنامج "المشاركة النووية"، الذي يمكن لدول الناتو الأوروبية بموجبه أن تستضيف وتخزن أسلحة نووية أمريكية.
وكان نائب وزير الدفاع البولندي مارسين أوسيبا قد كشف الشهر الماضي أن وزارة الدفاع تعكف على إصلاح القوات المسلحة تأهباً لاشتباك محتمل مع روسيا.
وقال أوسيبا الأربعاء إن "هناك خطرا جديا من اندلاع حرب مع روسيا في الفترة من 3 إلى 10 سنوات.. يجب أن نستغل هذا الوقت لإعادة تجهيز الجيش البولندي قدر الإمكان".
وأضاف أوسيبا أن الإدارة العسكرية البولندية "تنفذ أكثر برامج التسلح طموحاً في التاريخ"، ومن المخطط شراء الدبابات ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع وراجمات الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأكد أن وارسو ستعمل على زيادة حجم الجيش إلى 300 ألف جندي في غضون عقد من الزمن.
من جانبها، لم تلتزم روسيا الصمت حيال ما تسمعه من نغمة صدامية من جانب بولندا، وقال السناتور الروسي، أليكسي بوشكوف، إن السلطات البولندية يجب أن تتعلم من التاريخ قبل محاولة "الاستعداد للحرب" مع روسيا.
وكتب بوشكوف، عبر “تليجرام”، "بولندا تستعد للحرب مع روسيا .. السلطات البولندية لم تتعلم شيئا من التاريخ”.
وقال أوليج تيابكين مدير القسم الأوروبي الثالث بالخارجية الروسية، إن مطالبة بولندا بتعويضات من روسيا عن الخسائر خلال الحرب العالمية الثانية، هي ضرب من الخيال السياسي.
وأشار تيابكين إلى أن السلطات البولندية تلجأ غالبا إلى "تحريف التاريخ" بهدف حل مشاكلها السياسية الداخلية.
وأضاف: "يبدو فجورهم واضحا بشكل صارخ: فلولا انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية، لما ظهرت بولندا كدولة قومية للشعب البولندي، ولكان ملايين البولنديين يواجهون مصيرا لا يُحسدون عليه، يتمثل في الاستعباد والإبادة على يد النازيين".
قبل ذلك وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تصريحات ألمانيا وبولندا بشأن ضرورة تقديم روسيا تعويضات لأوكرانيا، بأنها غير لبقة البتة. وأشارت إلى أن الاتحاد السوفياتي وظف الكثير من الجهد والمال في إعادة إعمار دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك ألمانيا وبولندا.
وفي مايو الماضي، طلبت روسيا، اعتذارا رسميا من بولندا وهددت برد انتقامي في المستقبل بعد احتجاج تعرض فيه السفير الروسي في بولندا للرش بمادة حمراء.
وتعرض السفير الروسي في بولندا للرش بمادة حمراء، من قبل أشخاص يحتجون على الحرب في أوكرانيا أثناء توجهه لوضع الزهور على المقبرة العسكرية السوفيتية في وارسو احتفالا بالذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، مما أثار رد فعل غاضبا من موسكو.