الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

90 عاما على الاستقلال.. العراق يحتفل بذكري التحرير على وقع الأزمات والخلافات

صدى البلد

يحتفل العراق اليوم 3 أكتوبر بالذكرى الـ90 لاستقلاله وتحرره من براثن الاستعمار البريطاني.

وتأتي ذكرى الاستقلال هذا العام على وقع أزمة سياسية "خانقة" تعيشها أرض الرافدين وسط آمال بأن تكون المناسبة أساسا لإعادة ضبط البوصلة وتصفير الأزمات.

 ويأمل البلد الغني بالنفط، أن يستلهم روح هذه الذكرى لإحداث تغيير في مساره، يمكنه من التخلص من واقعه واستشراف مستقبل لأجياله.

ماذا نعرف عن الذكرى الـ90؟
يمثل ذلك التاريخ من عام 1932 نقطة تحول في تاريخ العراق، والذي انتقل فيه من إقليم خاضع للانتداب إلى دولة مستقلة، توجت بالانضمام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد استكماله جميع المقومات المطلوبة، بحسب وثائق أرشيفية ذيلت بتوقيع جنيف.

وتشير تلك الوثائق بحسب وسائل إعلام  إلى أنه "إذ وافقت الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم يوم 3 أكتوبر 1932 على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المُقدم من المملكة العراقيَّة بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق نوري باشا السعيد، ليصبح العراق أول دولة عربيَّة تنضم إلى هذه المُنظمة الدوليَّة آنذاك".

وثائق الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم تشير إلى أنَّ "قبول انضمام العراق إليها جاء بعد أن اكتسب مُقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدوليّ، ووجود حكومة مُستقلة قادرة على أن تسير أمور الدولة وإدارتها بصورة مُنتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل أنحائها، وللدولة مصادر مالية كافية لسد نفقاتها الحكوميّة ولديها قوانين وتنظيم قضائيّ وحدود ثابتة وتعهد العراق باحترام التزاماته الدوليَّة".

وبحسب الوثاق، فإن العراق كان أول دولة انضمت إلى عصبة الأمم بمُوجب المادة (22) من عهد عصبة الأمم الخاصة بالولاية والانتداب، بعد أن أصبح مؤهلاً للخروج من حالة الانتداب البريطاني التي وضع فيها بعد انهيار الدولة العثمانيّة.

هل أعلنت المناسبة عيدا وطنيا؟
كانت حكومة مصطفى الكاظمي قررت، في مايو 2020، اعتبار الثالث من أكتوبر من كل عام عيداً وطنياً للعراق، بعد إعداد مشروع قانون خاص بذلك الشأن يكون منفصلا ومستقلا عن القانون الخاص بالعُطل الرسمية، قدمته فيما بعد إلى مجلس النواب الذي لم يقره حتى الآن.

وكان أول اختيار لهذا اليوم في فبراير من عام 2008، إلا أنه عرض على البرلمان -في ذلك الوقت- كقراءة أولى لم تمرر حتى الآن.

وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حسن ناظم دعا البرلمان إلى التصويت على تسمية الثالث من أكتوبر عيداً وطنياً للعراق بوصفه يوماً للاستقلال.

ودعا بمناسبة هذه الذكرى التي وصفها بـ"اللحظة التاريخية"، إلى التآخي والتسامح والمحبة وتغليب المصلحة الوطنية، وبناء الوطن على أسس سليمة، ونبذ الخلافات.

إلا أن هذه المناسبة الوطنية تحل اليوم على العراق، الذي يقع أسير أزمة سياسية هي "الأكثر تعقيدًا" في 19 عاما، بدأت عقب إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر الماضي، إلا أنه بعد عام لم يتجاوز البلد الآسيوي ذلك الاستحقاق الدستوري، إلى مرحلة تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للجمهورية.