شهد أسهم البورصة الأمريكية تراجعًا حادًا في تعاملات أمس الخميس، بعد أن وصلت أدنى مستوياتها منذ نوفمبر عام 2020، وذلك وسط توقعات بأن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم.
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 2.1% ليغلق عند 3,640.47 نقطة، بعدما كانت خسائره قد وصلت إلى نحو 3% في وقت سابق من الجلسة، فيما انخفض مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 2.9% ليغلق عند 10,737.51 نقطة، بعدما لامست خسائره 4% خلال الجلسة.
وضغطت أسهم "أبل" على مؤشر "ناساك 100"، بعدما هوت بنسبة 6.1% في أعقاب تخفيض نادر لتصنيفها من قبل "بنك أوف أمريكا"، والذي حذّر من ضعف طلب المستهلكين على أجهزتها الشهيرة.
زيادة رابعة
وكانت وكالة "بلومبرج" الأمريكية كشفت في وقت سابق أن مسؤولي الفيدرالي الأمريكي يتوقعون أن يرتفع معدل الفائدة إلى 4.4% بنهاية العام الجاري و 4.6% خلال عام 2023، وفقًا لمتوسط التقديرات في التوقعات ربع السنوية المحدثة التي أعلن الفيدرالي عنها أمس وهو ما يشير إلى أن الارتفاع الرابع على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس قد يكون مطروحًا على طاولة الاجتماع المقبل في نوفمبر، أي قبل أسبوع تقريبًا من انتخابات التجديد النصفي.
وكشفت التوقعات عن أن معدل الفائدة قد ينخفض إلى 3.9% في 2024 و 2.9% في 2025، فيما أظهرت مسار معدل أكثر حدة مما أعلنه المسؤولون في يونيو، تؤكد عزم بنك الاحتياطي الفيدرالي على تهدئة التضخم على الرغم من المخاطرة بأن ارتفاع تكاليف الاقتراض يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى الركود.
وجدد رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمس بولارد، التأكيد على أن المستثمرين باتوا يدركون الآن أنهم أمام زيادات إضافية لا مفرّ منها على أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
اضطرابات أوروبا
وأشارت الوكالة إلى أن عائدات السندات البريطانية ارتفعت بعدما فشلت رئيسة الوزراء ليز ترَاس في طمأنة المستثمرين، من خلال دفاعها عن التخفيضات الضريبية غير الممولة، والتي كانت قد تسببت في انهيار الأسواق نهاية الأسبوع الماضي. وفي ألمانيا، تجاوز معدل التضخم 10%، فيما وافقت برلين على على وضع سقف لأسعار الطاقة، وهو ما يمكن أن ينعكس زيادة في الضغوط التضخمية.