تعيش إيران في الوقت الراهن على صفيح ساخن بعد اندلاع أكبر مظاهرات تشهدها البلاد منذ مظاهرات الوقود في 2019؛ إذ خرج آلاف المتظاهرين في شوارع إيران على خلفية اعتقال شرطة الأخلاق الإيرانية للشابة مسها أميني وتعذيبها ووفاتها الأسبوع الماضي.
وكانت شرطة الأخلاق أوقفت أميني البالغة من العمر 22 يوم 13 سبتمبر بسبب "لباسها غير المحتشم"، وتوفيت بعد 3 أيام في المستشفى، واندلعت بعدها التظاهرات احتجاجًا على وفاتها أثناء احتجازها لدى الشرطة.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن المظاهرات في إيران تشكل تحديًا كبيرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ وبعد قطع السلطات الإيرانية لشبكة الإنترنت في عموم أنحاء البلاد، من المتوقع أن تشهد هذه المظاهرات قمعًا مماثلاً لقمع مظاهرات 2019.
فقد صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن على إيران التعامل بـ"حزم أكبر" مع الاحتجاجات التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 41 شخصًا، فيما وصف الجيش الإيراني المحتجين في البلاد بأنهم "مثيرو شغب" وهدد بمواجهتهم، منددًا بما سماه "الإخلال بالأمن العام".
كما أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي على وجود ما اعتبرها "أدلة طبية" تدحض مزاعم تعرض مهسا أميني للضرب على يد الشرطة، مضيفًا: " "نتائج المتابعة والتحدث مع من كانوا موجودين في المكان، والتقارير الواردة من الأجهزة المعنية، والتحقيقات الأخرى، تظهر جميعها أن أميني لم تتعرض للضرب"، مشيرًا إلى أن الحكومة تحقق في سبب وفاة أميني، مضيفًا: "علينا انتظار الرأي النهائي للطبيب الشرعي، وهو أمر يستغرق وقتًا".
التحدي
وبحسب "بلومبرج" فإن التحدي الذي يكمن أمام بايدن هو مساعدة المتظاهرين دون أن تسمح واشنطن لطهران بتصنيفهم كعملاء للولايات المتحدة، وبالتالي فإن أفضل ما تستطعيه واشنطن هو تسليط الضوء على أصوات المحتجين ومساعدتهم على تفادي قطع الإنترنت والكهرباء للتواصل مع بعضهم البعض وتنسيق التظاهرات بشكل أفضل.
وقالت الوكالة إن أنسب طريقة لتحقيق هذا الأمر هي إعفاء نظام ستارلينك للأقمار الاصطناعية التابع لإيلون ماسك من العقوبات الدولية حيث إن بإمكان هذا النظام تأمين اتصال الإيرانيين بالإنترنت.
وأضافت أنه على البيت الأبيض توضيح أن أي مسؤول إيراني مرتبط بانتهاكات ضد المتظاهرين سيخضع للعقوبات بموجب قانون ماجنيتسكي الدولي، وقد بدأ هذا بالفعل حينما أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن فرض عقوبات على شرطة الأخلاق.
4 ميزات لهذه الاحتجاجات
بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن المظاهرات الحالية تختلف عن مظاهرات 2019، في 4 أشياء، أولها هي أن المظاهرات الحالية شجاعة شأنها شأن حركة 2019، لكنها تتجاوزها، بيد أن النساء هن اللواتي يقدن هذه الاحتجاجات، وإن إيرانيين بارزين يعبرون عن آرائهم في مختلف أنحاء البلاد، كما أن الكثير من الإيرانيين الذين لم يشاركوا فعليًا في التظاهرات أعربوا عن تضامنهم مع النساء ومع طالبات الجامعات، فضلاً عن أن التظاهرات كانت عابرة للانقسامات العرقية.
وأشارت إلى أن التظاهرات تأتي في وقت محوري بالنسبة إلى إيران، مع ورود تقارير تفيد بأن المرشد الأعلى علي خامنئي مريض والخطط الإيرانية لخلافته ليست واضحة، وكذلك بالنسبة إلى المفاوضات لإحياء الإتفاق النووي، الذي سيكون له تأثير كبير على مسار البلاد.