قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

وفاة أميني تشعل إيران .. ما هي شرطة الأخلاق المفروض عليها عقوبات أمريكية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
×

أثارت وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد اعتقالها من جانب شرطة الإخلاق في إيران، موجة غضب عارمة في شوارع إيران حيث اندلعت خلال الأيام الماضية احتجاجات خرج فيها الآلاف في المدن الإيرانية لينددوا بمقتل أميني، فضلاً عن أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت فرض عقوبات على أفراد بالشرطة.

وبعد وفاة أميني لفت انتباه البعض كلمة شرطة الأخلاق، وتساءلوا عن دورها في إيران التي يندد الملايين فيها بمسألة قمع الحريات والتضييق على حقوق المرأة.

وشرطة الأخلاق في إيران يمكن دورها في الخروج في دوريات إرشادية معروفة باسم "غشتي إرشاد" بهدف إلقاء القبض على النساء اللائي تعتبرهن الحكومة "غير محتشمات"؛ إذ أن القانون في إيران يلزم المرأة بتغطية شعرها بالحجاب وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة لإخفاء جسدها.

خنق للحريات

وتعيش إيران في جو خانقٍ للحريات بعد ثورة الخميني عام 1979، إذ بدأت السلطات الإيرانية محاربتها لما أسمته "الحجاب السيئ" أي ارتداء الحجاب أو غيره من الملابس الإلزامية بشكل غير صحيح، حيث إن التنانير القصيرة والشعر المكشوف لم تكن من المشاهد غير المألوفة في شوارع طهران قبل الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، الذي كانت زوجته فرح بهلوي تعتبر مثالاً للمرأة العصرية، حيث كانت غالباً ترتدي ملابس غربية.

وبعد اندلاع الثورة، عكفت الحكومة الإيرانية على إلغاء قوانين حماية حقوق المرأة التي وُضعت في عهد الشاه، وفي مارس عام 1979 أصدر الخميني مرسومًا يقضي بفرض الحجاب على جميع النساء في أماكن العمل، معتبرًا النساء غير المحجبات "عاريات"، وهو الأمر الذي قوبل بمعارضة شديدة من جانب نشطاء نسويات في إيران اللاتي خرجن في مظاهرات في يوم المرأة العالمي احتجاجا على المرسوم.

وبحلول عام 1981 طُلب من جميع النساء والفتيات ارتداء ملابس "إسلامية محتشمة" بموجب القانون، وهو ما كان يعني ارتداء الشادور، وهي عباءة تغطي الجسم بالكامل، غالبًا ما يكون مصحوبًا بغطاء رأس ومعطف يغطي الذراعين أيضًا.

وفي العام 2007، كانت المرة الأولى التي يتم الحديث إعلاميا بشكل واسع عن تعديات هذه الشرطة على إثر وفاة الطبيبة المتطوعة زهرة بني يعقوب، أوقفتها شرطة الباسيج. بعد يومين، أعلن المسؤولون في مركز الاحتجاز أنها "انتحرت شنقا"، وهي الرواية التي لم تقبلها عائلتها.

وبحسب شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، فإن شرطة الآخلاق يكمن دورها في تنفيذ هذه المراسيم، حيث تقوم الشرطة باحتجاز النساء، والرجال أحيانا، في هذه المراكز بسبب عدم امتثالهن لتلك القواعد، حيث يجبرن على الخضوع لدروس حول أهمية الحجاب، ثم يُجبرن على توقيع تعهد بالالتزام بلوائح الملابس الحكومية المسموح بها قبل إطلاق سراحهم.

وفي 2019، أنشأت أولى مراكز "التثقيف" التابعة لشرطة الأخلاق، لكن بدون أن تستند على أسس قانونية، واعتقل فيها عددا لا يحصى من النساء بحجة عدم الامتثال لحجاب الدولة القسري، وفقا لنشطاء حقوقين.

حملة قمع جديدة

أغسطس الماضي، وقع رئيس إيران إبراهيم رئيسي على مرسوم رئاسي بفرض قائمة جديدة من القيود على النساء، تضمنت إدخال كاميرات مراقبة لمراقبة وتغريم النساء غير المحجبات أو إحالتهن لمجالس إرشاد والحكم بالسجن على أي إيراني يعبر عن معارضته لقواعد الحجاب على الإنترنت.

عقوبات أمريكية

مساء الخميس، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب "سوء المعاملة والعنف ضد النساء الإيرانيات وانتهاك حقوق المتظاهرين الإيرانيين السلميين".

وتأتي العقوبات الجديدة لإدارة الرئيس جو بايدن بعد أسبوع تقريبًا من اعتقال أميني بزعم ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن "أميني نُقلت إلى المستشفى في اليوم نفسه في حالة غيبوبة وتوفيت بعد يومين متأثرة بجروح داخلية".

وزعم المسؤولون الإيرانيون أنها أصيبت بنوبة قلبية، لكن عائلتها قالت إنها لم تكن تعاني من أمراض قلبية. وأثار موتها احتجاجات حاشدة في إيران، إلا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خرج في مؤتمر صحفي، مساء الخميس، ليؤكد أن وفاة أميني قيد التحقيق.