في قرار وصفته العديد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة بالتصعيدي والخطير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، تعبئة جزئية بالجيش الروسي، وهي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، في وقت تحقق فيه القوات الأوكرانية مكاسب على الأرض.
تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة السيطرة على مدن رئيسية وقرى في منطقة خاركيف الشمالية، كما أحرزت تقدما وإنْ كان بطيئا لكنه مهم في منطقة خيرسون الجنوبية، فيما تزال القوات الروسية تبسط سيطرتها على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية.
وقال الرئيس الروسي حين إعلانه نص قرار التعبئة للجيش الروسي، إن روسيا "تواجه القوات الأوكرانية والماكينة الكبرى للناتو، وبالتالي يجب أخذ القرار لحماية أرضنا ووطننا وسيادتنا، والمواطنون الروس سيحصلون على وضع خاص وامتيازات عسكرية".
وأضاف بوتين: "أصبح جليا أن الحل السلمي لم يعجب الغرب، حيث حصلت كييف على دعمه لتقويض مقترحاتنا السلمية".
وعملية التعبئة العامة، هي عملية تجميع قوات الاحتياط للخدمة الفعلية في أوقات الحرب أو الطوارئ الوطنية وتحددها نوع ودرجة الطوارئ، أما التعبئة الخاصة، كالتي أعلنها بوتين، تحدث حينما يحشد الرئيس قواته استجابة للتهديدات الخارجية لأمن بلاده القومي لمدة لا تزيد عن 24 شهرًا.
وبحسب موقع "ميلتري" الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، فيتعلق مفهوم التعبئة بعوامل شتى على رأسها سياسة الدولة الخارجية وعلاقاتها مع الدول الأخرى، والمكون الاقتصادي والعسكري لها، وقدرة القوات المتحالفة مع الدولة والمهلة الزمنية المتاحة لتطبيقها.
300 ألف جندي احتياط
ورغم أن مرسوم بوتين لم يورد الكثير من التفاصيل ولم يذكر رقمًا إجماليًا لأعداد الذين سيتم استدعاؤهم، إلا أنه وبحسب مجلة "فوربس" فإن التعبئة الجزئية في روسيا قد تجعل الخدمة العسكرية إلزامية لملايين الروس الذين أمامم فرصة تجنب التجنيد العسكري مرتين في السنة بسهولة. فقد أشار وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الأربعاء إلى أن روسيا سترسل 300 ألف جندي احتياطي لدعم حملتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال الوزير الروسي إن هؤلاء الجنود سيحصلون على تدريب إضافي قبل إرسالهم إلى أوكرانيا، وأن الاستدعاء لن يشمل الطلاب أو أولئك الذين خدموا فقط كمجندين.
وأوضح وزير الدفاع الروسي أن هناك 25 مليون مقاتل محتمل تحت تصرف الدولة الروسية، مضيفًا أن الاستدعاء "لن ينطبق إلا على جنود الاحتياط ذوي الخبرة العسكرية السابقة"، موضحًا أن التعبئة "ستساعد روسيا على توحيد الأراضي التي تسيطر عليها خلف خط أمامي بطول ألف كيلومتر في أوكرانيا".
وقال في أول تحديث لموسكو عن أعداد ضحاياها منذ نحو 6 أشهر، إن "5 آلاف و397 جندياً روسياً قتلوا منذ بدء الصراع"، نافياً تأكيدات كييف والغرب بأن روسيا تكبدت خسائر فادحة، مشيرًا إلى أن 90% من الجنود الروس المصابين "عادوا إلى خط المواجهة".