صدر حديثاً عن مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، كتاب (مقاربات التراث العربي لصياغة مبادئ لسانيات النص وتحليل الخطاب)، تأليف الدكتور أحمد أبو دلو.
وجاء صدور هذا الكتاب ضمن سلسلة «البصائر للبحوث والدراسات»، وهي سلسلة تنشرها إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية ضمن برنامج المنح البحثية.
وتحاول الدراسة الوقوف، وفق نهج موضوعي، على أهم مقاربات اللغويين التراثية في موضوع تحليل الخطاب، أو ما يتصل به مما يعنى بالتعامل مع النص، أو الخطاب مثل: علم النص، ونحو النص، ومعايير النصية، ولسانيات النص، وتحليل الخطاب، والاختيارات الأسلوبية، وغيرها.
وتستكشف الدراسة رؤى لغويي العربية وأهم تصوراتهم في تحليل الخطاب الذي يعد فرعاً واسعاً من فروع البلاغة الحديثة، تحقق له ضم مقاربات متداخلة، وتوسيعات جوهرية أصابت علوم البلاغة والنص والخطاب، بالإفادة من نتاج المنجزات الكبيرة في حقل اللسانيات والتداوليات والسيميائيات وعلوم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرها.
ويقع الكتاب في 135 صفحة من القطع المتوسط، وينقسم إلى أربعة فصول تتضمن مقاربة مفاهيمية في علم التحليل والخطاب، وتحليل الخطاب في تراث اللغويين العرب، ومقاربات براغماتية في تحليل الخطاب، بالإضافة إلى مبادئ النصية وتحليل الخطاب في منجز التفسير.
تحليل النص
ويخلُص الكتاب في نهايته إلى عدد من النتائج في مجال تحليل النص والخطاب وإسهامات النحاة في هذا المجال، مثل سيبويه الذي عرض أمثلة مهمة تكشف إدراكه للعالم المحيط بالنص، وتوظيفه البعد الخارجي في النص.
وأهم ما تضمنته نظرية النظم التي تنبئ عن إدراك الجرجاني الواضح للعلاقة بين نحو الجملة ونحو النص حين يذكر الربط بين أجزاء النص ومعاني أدوات الربط الذي يعد أساساً مهماً لا يمكن تجاوزه في الحديث عن لسانيات النص، والزمخشري الذي مثّل أداؤه التفسيري ممارسة تطبيقية في تحليل الخطاب، أو استثماراً لمبادئ النظم وأسس تحليل الخطاب في دلائل الإعجاز لتطبيقها على النص القرآني، وكشفت إسهاماته عن قوة إدراكه لمسائل نحو النص وتحليل الخطاب وأدواته، في تعامله مع النص القرآني بوصفه كلاً موحداً مكوناً من نصوص مترابطة متماسكة.
والدراسة لا تعتني بقياس الشقّة المعرفية بين المنجز العربي والمنجز الغربي، ومدى جاهزية أدوات التحليل للتلاقي والتكامل، بقدر ما تسعى إلى رصد الوثائق الشاهدة على إسهامات اللغويين العرب في صياغة مبادئ مؤسسة لعلم الخطاب، أو في إطاره الواسع: لسانيات الخطاب.
والدكتور أحمد أبو دلو، أكاديمي ولغويّ، أستاذ اللغويات في قسم اللغة العربية وآدابها من الأردن، وهو محكّم معتمد في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وللناطقين بغيرها، وله عدد من الأبحاث والدراسات المنشورة.