مازالت الشقيقة سوريا تعانى من الأزمات المتلاحقة والضربات العسكرية سواء من الجانب الإيرانى أو قوات الإحتلال الإسرائيلى، بجانب التنظيمات الإرهابية المسلحة منذ إندلاع أحداث الربيع العربى.
وأعلنت السلطات السورية، اليوم السبت، "مقتل 5 عسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية إثر قصف بالصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبريا مستهدفا مطار دمشق الدولي وبعض النقاط جنوب مدينة دمشق"، متهمة إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، التي نادرا ما تقر بهجمات على سوريا.
أسباب القصف الإسرائيلي على سوريا
من جانبه قال الباحث والكاتب الصحفى السورى أحمد شيخو، إن الضربات الإسرائيلية على مطار دمشق نتيجة أحداث الأزمة في سوريا واستمراها واستعانة الحكومة والمعارضة ببعض القوى الإقليمية والدولية ، وتدخلت دول عديدة إقليمية ومنها إيران وتركيا وإسرائيل وغيرهم.
وأضاف شيخو في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه نتيجة للتواجد الإيراني في سوريا ومساعدتها للحكومة السورية في العمليات القتالية ضد المجموعات المسلحة والإرهابية وفق التعبير الرسمي السوري ، أصبح الوجود الإيراني ملحوظاً وهذا ما خلق حالة قلق ورصد من قبل إسرائيل وقيام بضربات جوية مستهدفة أماكن التواجد الإيراني وأماكن المستودعات والتخزين وصنع الأسلحة وفق الحديث الإسرائيلي.
وتابع: "نظراً للتواجد الإيراني والسوري في نفس الأماكن أو لإرسال رسائل إسرائيلية إلى حكومة دمشق بتحجيم الوجود الإيراني، تقوم إسرائيل أحياناً بقصف مواقع القوات السورية وبل زاد ذلك إلى قصف المطارات كما حصل في حلب ودمشق وفي كل مرة تقول إسرائيل إنها تعمل ذلك لعدم إيصال إيران أسلحة وذخائر إلى سوريا وإلى حزب الله اللبناني".
وأشار إلى إنه من ضمن هذا الإطار وقع الاستهداف الإسرائيلي أمس والذي كان فى البداية على محيط مطار دمشق الدولي، حيث إاستهدف مستودعاً لـ "حزب الله" اللبناني فقتل إثنان من حراس المستودع من جنسيات غير سورية، وثم تم استهداف لكتيبة دفاع جوي للنظام السوري على بعد 25 كيلومتر قرب الكسوة أدت لمقتل 5 عناصر من قوات النظام.
وأكمل: "والمفارقة إن روسيا ورغم أنها التي ساعدت حكومة الرئيس بشار مع إيران في الصمود حتى الآن والبقاء على الحكم، إلا أنها لا تبالي كثيراً ولا تعترض على الضربات الجوية الإسرئيلية على المواقع في سوريا رغم أنها جلبت منظمة صواريخ S-300 ولكنها لا تستعملها ولا تسمح للسوريين حسب المراقبين باستعمالها ضد الطائرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذا يخلق امتعاض من السوريين أحياناً، وكأن روسيا هي أيضاً تريد تحجيم إيران وتقليل دورها في سوريا مع الإنسحاب الجزئي للقوات الروسية من بعض الأماكن مع بدء الازمة والحرب في أوكرانيا.
ويرى الباحث والكاتب السياسي، أن الحل أمام إيقاف الضربات الإسرائيلية والتدخل الإيراني والاحتلال التركي لشمال سوريا وكافة التدخلات الإقليمية والخارجية، هو الحل السياسي والديمقراطي للأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254 وإخراج كافة القوى الخارجية والتدخلات في الشأن السوري ووقف التجاوزات على السيادة والاراضي السورية ومنها إيقاف الضربات الإسرائيلة على المواقع السورية.
إسرائيل تواصل قصفها على سوريا
وكانت قد هزت انفجارات قوية العاصمة السورية دمشق اليوم السبت ، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في مزارع الغسولة قرب مطار دمشق الدولي ومحيط منطقة السيدة زينب ومنطقة الكسوة في ريف دمشق تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران، وفقاً لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب المرصد فقد تزامن القصف الإسرائيلي مع محاولة الدفاعات الجوية التابعة للنظام التصدي لأهداف في سماء المنطقة الجنوبية.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع السورية، أن إسرائيل شنت غارة جوية في ساعة مبكرة من صباح السبت، على مطار دمشق الدولي وبعض النقاط الأخرى جنوب العاصمة السورية مما أسفر عن مقتل خمسة جنود ووقوع أضرار مادية.
وقال بيان للوزارة إن الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجوم وتمكنت من إسقاط معظم الصواريخ، ولم يصدر تأكيد رسمي بشأن ما إذا كان الهجوم أثر على عمليات المطار.
وقالت مصادر دبلوماسية واستخباراتية إقليمية لرويترز إن إسرائيل كثفت هجماتها على المطارات السورية لتعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتزويد حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك حزب الله، بالأسلحة.
واعتمدت طهران النقل الجوي كوسيلة مأمونة بشكل أكبر لنقل المعدات العسكرية إلى قواتها والمقاتلين المتحالفين معها في سوريا بعد تعطل عمليات النقل البري.
يذكر أن الاستهداف الاسرائيلي هو الـ 25 للأراضي السورية خلال العام 2022.
كما، استهدفت إسرائيل مطار حلب الدولي ومحيطه، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة لنحو 72 ساعة، ومقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجراح.