يحتفي محبو القراءة والأدب، بيوم الكتاب العربي، لكن رغم حب الكثير للكتب الورقية وملمسها إلا أن غلاء الورق متأثرا بالحرب الروسية الأوكرانية يهدد مصير الكتاب الورقي بارتفاع أسعاره عن المعتاد.
ارتفاع أسعار الخامات
في مايو الماضي، ارتفعت أسعار الورق محلية الصنع بحوالي 2000 جنيها للطن، أما الورق المستورد سيزداد سعره بداية من العام الجاري بنسبة 40%، بحسب تصريحات سابقة لعمرو خضر رئيس شعبة الورق بغرفة القاهرة التجارية.
هذه الزيادة ليست الوحيدة، إذ ارتفعت أسعار الأحبار أيا خاصة المستورد منها متأثرا بأسعار الدولار، والتي من المتوقع أن تؤثر كليهما على سعر الكتاب في مصر والوطن العربي.
طبعات مصرية مشتركة
دشنت العديد من المكتبات مبادرات لتقليل سعر الكتاب الورقي دون اللجوء إلى شراء نسخة مقلدة أو نسخ إلكترونية، ومن بينها مكتبة تنمية التي نفذت طبعات مصرية من بعض الكتب فقط وليس كل الكتب، لتوفير الكتب الأكثر مبيعًا والأكثر شهرة.
بالإضافة إلى محاولة حل مشكلة ارتفاع أسعار الكتب عبر تقديم خصومات كبيرة كل فترة على كل الكتب المتوفرة في تنمية، طبعات مشتركة أو كتب هم الموزعين ليها.
كان للطبعات المصرية المشتركة وإصدار 30 كتابا حتى الآن، هدفين رئيسيين، هما تقليل الفجوة بين أسعار الكتاب المصري والكتاب القادم من خارج مصر، ومحاربة ظاهرة تزوير الكتب.
وتم تنفيذها بالتعاون مع دور النشر العربية المختلفة، عبر إصدار طبعات مصرية من العديد من الكتب والروايات الهامة والأكثر مبيعًا في الوطن العربي، بأسعار مخفضة تصل إلى نصف السعر أو أقل.
منافسة بين الكتاب الورقي والإلكتروني
“المنافسة الآن أصبحت كبيرة بين الكتاب في شكله التقليدي الورقي ونظيره الإلكتروني بصوره المختلفة سواء مقروء أو صوتي” كان هذا رأي حسن الحديدي الكاتب والمترجم عن الألمانية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد» أنه في الفترة الأخيرة شغلت الأنواع الحديثة من الكتب مساحة كبيرة، فضلا عن سهولة الوصول إليها، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه تعد الكتب الورقية لا غنى عنها لبعض الفئات مثل الباحثين الذين بحاجة إلى الكتب الورقية لتوثيق المعلومات التي تم الاستعانة بها.
وأوضح أن الكتب الورقية حاليا تواجه عدد من الأزمات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم تفضيله للكتاب الورقي إلا أنه لاحظ أن النشر الإلكتروني شهد مؤخرا منافسة قوية وزيادة العروض.
أزمات مرتقبة في معرض القاهرة للكتاب
كشف أحمد المرسي الصحفي والروائي، تجربته في مجال النشر، عبر حسابه بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” موضحا أن أسعار الكتب ستتضاعف عن معرض الكتاب في دورته السابقة.
وقال: “الرواية المتوسطة عدد الصفحات 250 صفحة سيصل سعرها إلى 100 جنيه أو أكثر، أما الكتب الفكرية والتاريخية سيصل سعرها إلى 150 جنيه أو أكثر”.
وتوقع أنه مع ارتفاع أسعار الكتب، سيقل الإقبال على شراء الكتب، ومواجهة بعض دور النشر أزمة عدم توفيق بين حجم مبيعاتها والتكاليف التي تنفقها، بالإضافة إلى انخفاض عدد الكُتاب، وصغر حجم الكتاب الذي سيخالف مزاج القارئ المُحب للكتب ذات الحجم الكبير".
حلول لإنقاذ دور النشر
وطرح حلولا من الممكن أن تنقذ دور النشر، قائلا: “بالحديث عن الموضوع بشكل أعملق، وتجاري أكثر وواقعي، من الممكن إيجاد حلول من الممكن إنقاذ دور النشر وتخلق حالة رضا لدى القراء والكُتاب”.
واستكمل: “يجب أن تعتمد دور النشر الكبيرة والصغيرة على تقليل عدد النسخ في الطبعة الواحدة، والاعتماد على الطباعة الديجتال بدلا من الأوفست، إلا حالة الثقة ببيع الطبعة كاملة، ورغم أن هذه الطريق ستجعل تكلفة النسخة الواحدة أغلى على الار، لكنها أكثر أمانا".
أما الربح فسيكون من خلال تقليل هامش الربح، موضحا أن بعض ور النشر تضع هوامش ربح كبيرة، والحل الآخر هو البيع للمكتبات بنسبة خصم أقل، بالإضافة إلى الاتجاه إلى البيع أونلاين.