قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نقص الغذاء وفقر الماء يهددان المنطقة العربية.. هل من حلول عاجلة؟

أرشيفية
أرشيفية
×

تغير المناخ .. يعاني العالم حاليا من أزمات متعددة بدأت بجائحة كورونا التي لم يتعافَ العالم بعد من تداعياتها، لتأتي الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد الأمر سوءًا في ظل أزمة تغير المناخ التي يعاني منها العالم بأثره، فتتراكم المشكلات من نقص موارد وأزمة غذاء ونقص الماء.

أبو الغيط

سوق الإمدادات الغذائية والطاقة

العالم العربي لم يكن بعيدا عن كل هذه المشكلات والأزمات خاصة المرتبطة منها بالتغيرات المناخية، حيث قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، فرصة فريدة لإعداد طرح كامل لأولوياتنا.

وأشار أبو الغيط - إلى أن المنطقة العربية بالرغم من أنها تسهم بنسبة ضئيلة في التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، إلا أنها "الأكثر تأثرا بهذه التغيرات، حيث تعاني المنطقة نقصا مائيا واضحا".

وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته خلال منتدى البيئة والتنمية، الأحد، أن العالم ما زال يعاني وضعا مترديا أثر على التنمية، إذ خلفت جائحة كورونا وما تلاها من أزمات تركة كبيرة، لافتا إلى أن الأرقام أصدق بيانا، حيث تشير المؤشرات إلى تضخم الديون، وخاصة على الصعيد العربي، والذي تأثر بشكل أكبر بهذه الأزمات.

وأشار أبو الغيط، إلى أنه عندما بدأت الحرب الروسية أثرت بشكل ملحوظ على سوق الإمدادات الغذائية والطاقة، حيث إن المنطقة العربية تحظى بثلث الصادرات الروسية - الأوكرانية، والمتابع لأزمة الغذاء العربية يرى أنها ستستمر لفترة.

وأوضح أنه لا يمكن تحسين مجال الغذاء إلا بتحسين مصادر المياه وتجاوز السياسات التقليدية واستبدالها بنظرة أوسع شمولية لتحقيق الإدارة المتكاملة لهذه الأزمات، مؤكدا أن مجابهة التحديات الحالية تحتاج تعاونا عربيا عن طريق تقاسم الأعباء وتبادل الخبرات.

أبو الغيط

مشكلات الأمن الغذائي والمياه

وطالب أبو الغيط، بتفعيل الإدارة المتكاملة لمشكلات الأمن الغذائي والمياه، إضافة إلى الطاقة التي تمثل المنطقة العربية مصدراً مهماً لها على مستوى العالم.

وأكّد أبو الغيط على أهمية أن يكون ذلك دافعاً للعمل علىتأمين احتياجات الدولالعربية من الغذاء، مشيرا إلى أن الطاقة والمياه والغذاء تعاني من مشاكل متداخلة تستوجب وجود نظرة شمولية لإيجاد حلول مناسبة لها لبناء القدرات الوطنية والعربية في هذه المجالات.

وحذر أبو الغيط من تراجع الأمن الغذائي العربي بسبب التطورات الخطيرة، التي تحدث على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يستدعي إعادة طرح هذا الملف ومناقشته على مستوى وزراء الخارجية العرب.

ولفت أن الجامعة العربية قدمت دراسة استراتيجية حول سبلتعزيز الأمن الغذائيالعربي ليتم رفعها إلى القمة العربية المقبلة في الجزائرمشيراً إلى أن ملف الأمن الغذائي سيتصدر أولويات العمل العربي المشترك خلال الفترة المقبلة.

ومن جانبه قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن العالم يواجه العديد من الأزمات الغير مسبوقة على مر العصر الحديث، فقد تكالبت الأزمات المتتالية على العالم وتأتي على رأسها أزمة تغير المناخ، وبدأت مصر برامج لمواجهة هذه الأزمة وتداعياتها منذ أكثر من عقدين، ولكن تفاقمت الأزمة كما شهدناها في القارة الأوروبية من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف الأنهار وحرائق الغابات.

السفير على الحنفي

تداعيات أزمة تغير المناخ عربيا

وأضاف الحفني في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الوضع يسؤ وأن اليوم أسوأ من أمس وغدا أسوأ من اليوم، وأنه يجب أن نتكاتف لمواجهة هذه الأزمة لما لها من تداعيات خطيرة على مستوى الأمن الغذائي والمائي وانتشار الأوبئة.

ولفت الحفني، أنه يجب أن تتعاون كافة المؤسسات على كافة الأصعدة سواء الدولية أو المحليو أو حتى على المستوى الشخصي، وألا نترك الأمر على عاتق الدول المتسببة في تلوث البيئة فهذه الدول عليها مسئوليات تجاه هذه الأزمة ويجب أن تنفذها ولكن يجب أيضا أن نتعاون جميعا لتقليل تداعيات هذه الأزمة.

وقال الحفني، إن مؤتمر (COP 27) هو من أهم المؤتمرات التي تستضيفه مصر، وأنه تم تجييش كافة مؤسسات الدولة وكافة الأوساط الأكاديمية والبحثية وغيرها للعمل على هذا الملف، وباذلين كل الجهد لمحاولة التصدي لهذه الظاهرة.

وتابع الحفني، أن القارة الإفريقية وخاصة المنطقة العربية هي الأكثر تضررا من تغير المناخ، وتحتاج القارة الإفريقية حوالي 800 مليار دولار حتى تواجه تداعيات أزمة تغير المناخ وحتى تتحول للطاقة الخضراء النظيفة والمتجددة.

واختتم الحفني أن مصر تبذل جهد كبير لتحويل مصر إلى واحة نظيفة تستخدم الطاقة النظيفة والخضراء ويؤهلها فيما بعد لتصدير هذه الطاقة لباقي دول العالم.

انعدام الأمن الغذائي والمائي

التخفيف من التغيرات المناخية

ومن جانبها، أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بقضايا البيئة والمناخ، حيث أنشأت المجلس الأعلى للتغيرات المناخية، الذي يرأسه حاليًا رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وقالت وزيرة البيئة، في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها رئيس جهاز شئون البيئة علي أبوسنة، إن مصر نفذت العديد من المشروعات؛ للتخفيف من التغيرات المناخية، والتي اشتملت على رؤية مصر 2050 بتمويل يبلغ 231 مليار دولار للتكيف مع التغيرات المناخية.

وأضافت فؤاد، أن إمداد الطاقة يتطلب توفير كميات كبيرة من المياه في عالم يعاني من ندرة المياه، مشيرة إلى أن الدول العربية من أكثر المناطق ندرة في المياه، حيث يبلغ متوسط حصة الإنسان في الدول العربية 500 متر مكعب من المياه في العام، لافتة إلى أن 19 دولة عربية تقع تحت خط الفقر المائي.

وأوضحت أن الموارد المائية للدول العربية تبلغ 350 مليار متر مكعب، منها 2% فقط من الأمطار، مما يهدد العديد من الدول العربية بالتصحر، مشيرة إلى أهمية وضع استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية.

كما أكدت الوزيرة أن تأثير التغيرات المناخية على العالم يأخذ أولوية كبيرة على مائدة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 27) المقرر عقده في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ؛ لإيجاد الحلول لهذه القضية المهمة.

انعدام الأمن الغذائي والمائي