كان شريف ينتظر حتي تغط زوجته وأطفاله في النوم، ليتسلل إلى حجرة صغيرته "سلمي" البالغة من العمر 14 سنه ،ويعتدي عليها بشكل وحشي سلب منها براءتها ودمر مستقبلها وحفر داخل ذاكرتها ذكريات لن يمحوها الزمن مهما انقضى.
خلال الفترة الأخيرة من العام المنصرم كان المتهم الذي يعمل سائقا كثير المشاجرة والمشاحنة مع زوجته، بسبب خلافات على المعيشة وهو ما جعله يهجرها في مضجعها، ويبحث عن البديل الذي رآه سهلاً ولن يكشفه أحد لأنه يقوم بتهديد صغيرته إذا أفصحت عن ما يفعله معها، وهو الاعتداء عليها مما نتج عن ذلك حملها سفاحا منه.
كانت الصغيرة تنام في حجرتها ويرتعش قلبها يوميا عند سماع أي حركة في الخارج، لأنها تعيش في رعب سببه لها الشخص الذي من المفترض أن يكون ملاذها الآمن من العالم الخارجي، ولكن تحول الأمان إلى فوضى عارمة تجتاح قلبها وجسدها الذي سلب منه براءته.
وفي أحد الأيام بعد أن اشتد الشجار بينه وبين زوجته قرر أن يترك لها البيت، وخلف وراءه مصيبة انكشفت بعد مرور عدة أيام من تركه المنزل، فقد أصيبت الصغيرة بحالة إعياء شديدة اضطرت والدتها أن تصطحبها إلى أحد المستشفيات بدائرة قسم شرطة المرج، ليقع خبر على مسامعها كالصاعقة وهو أن ما أصاب طفلتها هو آلام المخاض فهي تضع مولودها.
حالة من الذهول أصابت الأم التي لم تستوعب الخبر، وأسندت يديها على الحائط لتسقط بجسدها أرضا، ولكن بعد دقائق معدودة استجمعت قواها لتنهض مهرولة إلى غرفة الرعاية المركزة لسؤال صغيرتها عن مرتكب الفعل الآثم معها،لتنهار الطفلة معلنة عن صاعقة أخرى وهو أن والدها هو من جعلها تحمل في مولودها.
سمع الأطباء القائمون على الحالة الحديث الذي دار بين الطفلة ووالدتها وقرروا إبلاغ الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور وسمعت أقوال المجني عليها التي اعترفت تفصيليا عما كان يقترفه والدها بحقها وكيفية الاعتداء عليها، وأصدرت النيابة العامة أمرا بضبطه وإحضاره، وأبلغت زوجته عن الأماكن التي من الوارد أن يكون متواجدا فيها، وتم القبض عليه وأنكر في البداية ارتكابه للجريمة وبعدها أقر بها.
وبعد القبض عليه حدثت المواجهة الأولى بينه وبين زوجته التي صفعته على وجهه عدة مرات لتشفي غليلها ممن دمر مستقبل طفلتها، وتم حبس المتهم على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له النيابة العامة تهمة هتك عرض طفلته ووضعها طفلا سفاحا منه.
وفي يوم محاكمته داخل محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في العباسية، بينما يقف الأب المتهم خلف القضبان ممسكا بسيجارة في يديه غير آبه بما حدث، تقف الطفلة المجني عليها على الناحية الأخرى أمامه والدموع تنهمر من عينيها وعند سماعها صوت المستشار محمد علوان السيد ينطق بحكم الإعدام في حق والدها، دب في قلبها الرعب وأخذت في الصراخ ليطلب منها أن تسامحه على ما اقترفه في حقها.