يبدو أننا على موعد دائم مع العنف في ملاعبنا العربية، على الرغم من التشدق الدائم بالعروبة، التي غابت عن مباراة الأشقاء الجزائر والمغرب، في نهائي كأس العرب للناشئين تحت 17 سنة، التي شهدت احداثا مؤسفة.
المنتخب الجزائري يفتعل أزمة
شهد نهائي كأس العرب للناشئين بين منتخبي الجزائر والمغرب، مشاهد مؤسفة، خاصة من الجانب الجزائري الذي استضاف اللقاء على أرضه، وفاز خلالها محاربي الصحراء على المغرب بركلات الترجيح.
عقب انتهاء تنفيذ لاعب جزائري أخر ركلات الجزاء، التي حسمت فوزه، تبادل لاعبو الفريقين اللكمات والركلات على مرأى ومسمع من الجميع.
بداية الأحداث
ربما بدأت أحداث العنف مبكرا قبل اللقاء، بسبب الشحن والتسخين وزرع الغل والحقد الإعلامي والسياسي، خاصة من الجانب الجزائر، الذي صور اللقاء كمعركة حربية.
أقيمت المباراة في الجزائر، وأدارها الحكم المصري محمود ناجي، الذي ما أن اطلق صفارة نهاية المباراة، بفوز الجزائر 4-2 بركلات الترجيح، حتى توجه أحد لاعبي منتخب الجزائر إلى حارس المرمى المغربي، ووجه له لكمة، وهو ما أثار الحارس الذي هرول خلفه ليرد له اللكمة، لتنشب اشتباكات عنيفة وعراك بالأيدي والأرجل بين لاعبي المنتخبين، مما استدعى تدخل الأجهزة الفنية لفض الشجار.
الفوضي تعم أرض الملعب
لم يقف مشجعوا منتخب الجزائر موقف المشاهد، حيث اقتحمت أعداد من الجماهير أرضية الملعب، للاعتداء على لاعبو المغرب، في شكل فوضوي فاضح.
وحاول المسؤولون عن تنظيم المباراة والبطولة، احتواء الموقف والتدخل لإنهاء الأزمة.
فشل إسعاف المصابين
حاول رجال الإسعاف بالملعب، تقديم المساعدات الطبية والاسعافات العاجلة للاعبين، إلا أن الفوضى حالت دون ذلك.
ورغم تتويج منتخب الجزائر بكأس العرب، إلا أن الاتحاد العربي لكرة القدم، قرر عقاب محاربو الصحراء، بسبب حالة الانفلات والفوضى التي نتج عن أحداث العنف، والاصابات البالغة التي لحقت بلاعبوا منتخب المغرب.
أحداث اللقاء
كان المنتخب المغربي قد تقدم أولا في الدقيقة 51 عن طريق لاعبه محمد الرشيدي، قبل أن ينجح إسماعيل الطيب في التعديل لمصلحة الجزائر في الدقيقة 90 والأخيرة.
واحتكم الشقيقان لركلات الترجيح مع نهاية المباراة، التي ابتسمت لمحاربي الصحراء في النهاية.
اندلاع مواجهات عبر التواصل الاجتماعي
تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المغرب، مقطع فيديو يوثق لبدايه الاعتداء من جانب لاعب منتخب الجزائر على حارس مرمى المغرب، عقب ضربة الجزاء الاخيرة التي حسمت اللقاء لصالح الجزائر، وسط سباب والفاظ نابية من الجانبين.
ويوضح المشهد اعتداء لاعب من منتخب الجزائر على حارس مرمى منتخب المغرب اثناء توجه اللاعب للاحتفال مع زميله، الذي احرز ضربة الجزاء الحاسمة، حيث وجه لكمة الى حارس مرمى المنتخب المغربي، الذي حاول رد اللكمة ليدخل لاعبو منتخب المغرب في تبادل لكمات وركلات مع لاعبي منتخب الجزائر الذين استفزوا لاعبي المغرب طوال احداث اللقاء الذي اداره المصري محمود ناجي.
احتجاج المنتخب المغربي
وجه الاتحاد المغربي لكرة القدم، رسالة احتجاج إلى الاتحاد العربي للعبة، على إثر الأحداث التي رافقت مباراة المنتخب المغربي ومضيفه الجزائري في نهائي بطولة كأس العرب.
وجاء في بيان نشره الاتحاد المغربي على موقعه: "على إثر الأحداث اللارياضية والاعتداءات الوحشية التي تعرض لها أعضاء المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة بعد نهاية المباراة التي جمعت النخبة الوطنية ونظيرتها الجزائرية، برسم منافسات نهاية كأس العرب، وجهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسالة إلى الاتحاد العربي لكرة القدم أعربت من خلالها عن الإدانة الشديدة للأحداث الوحشية والهمجية التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني من طرف لاعبي الفريق الخصم والجماهير التي اقتحمت أرضية الملعب.
وتستغرب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الغياب التام للأمن في حضور جماهيري غفير وظروف مشحونة قبل وأثناء المباراة، إضافة إلى مطالبة الاتحاد العربي لكرة القدم باتخاذ الإجراءات الصارمة وفق القوانين واللوائح المنظمة للعبة كرة القدم".