هل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة تغفر الذنوب ؟.. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو منشور عبر موقع الفيديوهات “يوتيوب”.
وأجاب دار الإفتاء قائلة: أنه ورد ذلك في حديث ضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال والمستحبات، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، أَوْ يَوْمَ جُمُعَةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير».
وقال العلامة زين الدين عبد الرؤوف المناوي في «التيسير بشرح الجامع الصغير»: [(من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة جُمُعَة أَو يَوْم جُمُعَة بنى الله لَهُ) بهَا (بَيْتا فِي الْجنَّة) وَمن لَازم ذَلِك دُخُوله إياها لأنه انما بنى لَهُ ليسكنه (طب عَن أبي امامة) واسناده ضَعِيف].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ» أخرجه الترمذي، وقال الإمام أبو عيسى الترمذي: [هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَهِشَامٌ أَبُو المِقْدَامِ يُضَعَّفُ، وَلَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَكَذَا قَالَ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ].
نزلت سورة الدخان على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة فهي -مكية النزول-، تتناول كأغلب السور المكية الدعوة للإسلام، وتثبيت العقيدة في فلوب المسلمين وتحمل الكثير من الرسائل وتتحدث عن البعث ويوم القيامة، وتقع في الجزء الخامس والعشرون ، وهي السورة رقم أربعة والأربعون، ونزلت بعد سورة الزخرف.
ويبلغ عدد آيات سورة الدخان تسع وخمسون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا، وتعتبر سورة الدخان من السور التي لها فضل عظيم.
أسباب نزول سورة الدخان
– عندما رفضت قريش دخول الإسلام، وزادوا في إزاء النبي وسائر المسلمين، دعا عليهم الرسول أن يصابوا بالفقر والمجاعة، كالقحط الذي حذر منه نبي الله يوسف، فاستجاب الله لرسوله وأصابهم القحت والجوع.
– أصاب البلاء القوم المشركين حتي وصل بهم الأمر أن يأكلوا العظام والحيوانات الميته، وضعفت قريش وأصابها التعب والجهد والشقاء، وكلما نظر أحدهم إلى السماء فلا يرى غير الدخان، كأن السماء تحولت بأكملها إلى دخان، مما جعلهم يشعرون بالخوف والريبة، وأنزل الله آيته حيث قال تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين).
– ذهب البعض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : (يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت)، وقد اعترف المشركين أن محمد نبي ودعوته مقبولة، وله رب يحميه ويقبل دعوته لكنهم لم يؤمنون، وداعا لهم الرسول ان يرفع الله عنهم القحط، فاستجاب الله لرسوله ونزلت الآية (إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)، وعندما رفع الله عنهم المجاعة والقحط عادوا مرة أخرى لإزاء المسلمين، أنزل الله قوله : (يوم نبطش البطشة الكبرى إنَّا منتقمون).
– ونزلت آية ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ ) تخص أبو جهل بسبب عجرفته وغروره، حيث قال عكرمة أن أبو جهل ألتقى بالرسول عليه السلام وقال الرسول: (إن الله تعالى أمرني أن أقول لك : (أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى)، وقال له أبو جهل لعنه الله عليه وهو ينزع ثوبه: (ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء.. لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم ، فقال الله الآية من باب التهتك والسخرية منه عندما أذله الله وقتل في غدوة بدر على يد طفلين صغيرين لا يتعدى عمرهما الخامسة عشر عاما، وهو القوي الشجاع العزيز بين قومه، فعايره الله تعالى بكلامه الذي قاله للرسول وقال له ذق طعم الذل والمهانة فلا أنت عزيز ولا كريم.
فضل قراءة القرآن
صفاء الذهن، حيث يسترسل المسلم بشكل يومي مع القرآن الكريم، فيتتبع آياته وأحكامه، وعظمة الله في خلقه.
- قوَّة الذاكرة؛ فخير ما تنتظم به ذاكرة المسلم هو آيات القرآن الكريم، تأملًا، وحفظًا، وتدبرًا.
- طمأنينة القلب، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال– تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ( سورة الرعد: الآية 28).
- الشعور بالفرح والسعادة، وهي ثمرة أصيلة لتعلُّق قلب المسلم بخالقه، بترديده لآياته وتعظيمه له.
- الشعور بالشجاعة وقوَّة النفس، والتخلُّص من الخوف والحزن والتوتر والقلق.
- قراءة القران الكريم قوة في اللغة، فالذي يعيش مع آيات القرآن، وما فيها من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغته، وتثرى مفرداته، ولا سيَّما متى عاش مع القرآن متدبرًا لمعانيه.
- انتظام علاقات قارئ القرآن الاجتماعيَّة مع النَّاس من حوله، حيث ينعكس نور القرآن على سلوكه، قولًا وعملًا فيحبب الناس به ويشجعهم على بناء علاقات تواصليَّة معه، فيألف بهم، ويألفون به.
- التخلُّص من الأمراض المزمنة، حيث ثبت علميًا أنَّ المحافظة على تلاوة القرآن الكريم والاستماع لآياته، يقوي المناعة لدى الإنسان بما يمكِّنه من مواجهة الكثير من الأمراض المزمنة.
- رفع القدرة الإنسان الإدراكيَّة في مجال الفهم والاستيعاب، فالمسلم المنتظم بعلاقته مع كتاب الله دائم البحث والتدبر في معانيه، مقلبًا لكتب التفسير يتعلم كل ما هو جديد من معاني القرآن العظيمة.
- نيل رضى الله وتوفيقه له في شؤون الدنيا، يجده بركة في الرزق، ونجاة من المكروه.
- الفوز بالجنَّة يوم القيامة، حيث يأتي القرآن الكريم يوم القيامة يحاجّ عن صاحبه الذي كان يقرؤه، شفيعًا له.