وجه الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، اليوم الأربعاء، اتهاما للدول الغربية بانتهاج سياسة "استفزاز" روسيا، وذلك بعد أن اقترح الاتحاد الأوروبي حدا أقصى لسعر الغاز الروسي.
ووفقا لشبكة "تي أر تي" التركية، قال اردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش في بلجراد، إن السياسة التي يتبعها الغرب تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية قائمة على الاستفزاز، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهي قريبا.
وأضاف "أقول للمستخفين بروسيا أنتم مخطئون، فهي ليست دولة يستخف بها"
وعن الدعم الغربي العسكري لكييف، قال أردوغان "يقال إن أسلحة تُرسَل (إلى أوكرانيا)، إنهم يرسلون خردة".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد هدد في وقت سابق بوقف جميع الإمدادات إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذه الخطوة ، مما يزيد من مخاطر التقنين في بعض أغنى دول العالم هذا الشتاء.
وضع سقف لأسعار الغاز الروسي
وأكدت المفوضية الأوروبية اليوم أن أوروبا قادرة على تعويض الغاز الروسي من مصادر أخرى، لافتة إلى أن موسكو دولة غير موثوقة بسبب تلاعبها بسوق الغاز.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن أوروبا تواجه ارتفاعا في أسعار الطاقة، نظرا لشح البدائل مثل المفاعلات النووية.
ولفتت إلى أن واردات الغاز من النرويج تفوق الآن الواردات الروسية، معربة عن الاستعداد لعملية التخزين المشترك للغاز في أوروبا.
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أن دول الاتحاد تعمل على وضع سقف لأسعار الغاز الروسي.
فرض سقف على أسعار الغاز المصدر من روسيا قرار ليس له آفاق
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن فرض سقف على أسعار الغاز المصدر من روسيا قرار ليس له آفاق، موضحًا أن الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود والغاز في الأسواق.
وقال بوتين، في الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي، إن "الأوروبين بعد ارتفاع أسعار الغاز يفكرون في كيفية معالجة المسألة، إلا أن الحد من السعر بواسطة قرارات إدارية ليس إلا هراء آخر سيؤدي إلى مزيد من النمو في الأسعار في الأسواق العالمية، بما في ذلك في أوروبا".
أزمة غذاء عالمية وكارثة إنسانية غير مسبوقة
وفي وقت سابق من اليوم، حذر بوتين من أزمة غذاء عالمية، قائلا إنه سيتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة القيود المحتملة على الدول التي يمكن أن تتلقى شحنات الحبوب الأوكرانية.
وقال بوتين، اليوم الأربعاء، إن روسيا والعالم النامي "خُدعوا" بصفقة حبوب تاريخية تهدف إلى التخفيف من أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق.
وفي حديثه في منتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، انتقد بوتين الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، قائلا إن "صادرات الحبوب الأوكرانية لم تذهب إلى أفقر دول العالم كما هو مقصودا في الأصل".
وقال بوتين أيضا إنه تم تخفيف بعض القيود على صادرات الأسمدة الروسية، لكن المشاكل لا تزال قائمة، مشيرا إلى أنه سيتطلع إلى مراجعة الصفقة وشروطها لضمان وصولها إلى أهدافها الأصلية وللحد من البلدان التي تتلقى الشحنات.
وقال بوتين إن سفينتين فقط من أصل 87 سفينة تحمل 60 ألف طن من المنتجات ذهبت إلى دول فقيرة، حيث اتهم الغرب بالعمل كدول مستعمرة؛ لافتا إلى أنه "تقريبا كل الحبوب المصدرة من أوكرانيا لا ترسل إلى أفقر الدول النامية بل إلى دول الاتحاد الأوروبي".
وردا على تصريحات بوتين، قال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولاك، اليوم الأربعاء، إن روسيا ليس لديها أسباب لمراجعة الاتفاق التاريخي الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود وإن شروط الاتفاقية يتم الالتزام بها بدقة.